كتاب سبر

يا مسلم البراك.. تمردت كثيرًا على العُرف والعادات!

لا تعنيني الحكومة المنتخبة، ولا تعنيني الديمقراطية ولا أي من تلك الكلمات التي دام صداها طويلا في العالم العربي قبل أن ينقطع ويختفي في عز الربيع العربي بعد أن انقلب عليه المنافقون الذين كانوا يرددون دون انقطاع خلف هذا الصدى.. نعم، لا تعنيني تلك الكلمات وخصوصًا بعد أن اتضحت هيمنة الغرب التي ترفض تجاوز العرب للحدود الديمقراطية التي وضعتها لهم ووضعت عليها الحكومات العربية كحارسة لتلك الحدود لئلا يخرج العربي ليلًا عن إرادتها بحثًا عن المجد!
لكن يعنيني مسلم البراك الذي ذهب إلى السجن وهو محمولًا على الأكتاف وفي وسط مشهد مهيب، ولا غرابة في ذلك، فدائما تجد العزة تسير في محاذاة مسلم البراك سواء عندما كان نائبًا للأمة أو وهو ذاهب إلى السجن … يعنيني ضمير الأمة الشجاع الشريف حتى وإن كان يردد تلك الكلمات التي ذكرناها في أعلى المقال.. إلا أن الصدق والسعي في حفظ كيان البلد ومصالح الشعب كان باديًا على حروفه وهمساته، يعنيني من أرق ليل ونهار منظومة الفساد التي قالت: والله ما أن تسمع العرب الفاسدة بما يدعو إليه مسلم البراك من إصلاح حتى تسقط هيبتنا ونصبح مثار سخرية في عالم الفساد !!… نعم ، فهم يقولون بأن مسلم البراك قد أتى بما لم يأتي به آباؤنا من قبل … بل لسان حالهم يقول: لئن نكون حيتان فساد خير من أن نكون صعاليك إصلاح!
يا مسلم البراك ، بعد دعوتك للإصلاح هنا تكون قد خرجت عن العرف والعادات المتبعة والمتوارثة كابرًا عن كابر، فهذه ليست من شيم المفسدين بل أنت في أعينهم خارجيًا متمردا… لكن أعلم جيدًا يا مسلم، بأن هذا هو قدرك ، ولعلك النواة التي سينطلق منها الإصلاح، وأعلم أيضًا بأن صوتك الصادح والمزعج للمفسدين، قد أحدث ثقوبًا واسعة في منظومة الفساد لا تسد ولا ينفع معها الترميم … لذلك يا ضمير الأمة، إذا أردت أن تهون من مصيبتك فأسأل التاريخ وسيجيبك عمن أصبحوا نجومًا بعد ظلمهم ، وبهم أصبح التائه الباحث عن الإصلاح يهتدي بهم وفي عز ظلمة الفساد الحالكة السواد … فاصبر فإن الله مع الصابرين.   
@ibn_khumyyes

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.