في السنوات الخمس الماضية على الأقل عاشت البلاد أجواء شد وجذب ومماحكات سياسية بعضها يمكن أن نجد لها مبرر والبعض الآخر مجرد رغبة من بعض أجنحة الأسرة الحاكمة ممن عاشت في كنف الفساد سنوات طوال الأبقاء على الحالة الراهنة على عكس رغبة سمو أمير البلاد الحالي الشيخ صباح الأحمد، الذي دشن عهده بإزالة التجاوزات على أملاك الدولة وأطلق صيحته المشهورة ((فساد البلدية ماتشيله البعارين)).
في الماضي كان هناك رموز وشخصيات تمنع وصول المعارك السياسية والإجتماعية وحتى الإقتصادية إلى نقطة اللاعودة ومن أبرزهم الشيخ عبدالله الجابر الصباح والشيخ يوسف بن عيسى القناعي والعم يوسف إبراهيم الغانم رحمهم الله جميعا، واليوم إفتقدنا مثل تلك الرموز على الساحة، وإن كان للعم يوسف والنصف والعم عبدالله المفرج محاولات لكنها لم تجد مسارا موضوعيا بسبب تعقيدات المشهد السياسي وكثرة الخائضين فيه.
الحكماء في كل مجتمع ضرورة سياسية وإقتصادية وإجتماعية ملحة ولهم دور كبير في تطوير العمل السياسي والإقتصادي وتحصين البلاد من أية هزات تتربص بها، ولايشترط أن يكونوا أعضاء في مجلس الأمة أو أعضاء في الحكومة حتى يتحركوا بل تفرض عليهم مسؤولياتهم وضمائرهم وحبهم لوطنهم دائما مثل ذلك الفعل.
لدينا من أولئك الكثير وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك النائب والوزير السابق ناصر الروضان والنائب والوزير السابق مشاري العنجري ورئيسي مجلس الأمة السابقين جاسم الخرافي وأحمد السعدون خاصة بعدما إبتعد الأخير عن أدوات بعض أجنحة الفساد في الأسرة الحاكمة، ويمكن أن يكون لهم دورا كبيرا في إعادة صياغة الساحة السياسية وترشيدها فيما لو طرحت مبادرة وطنية تقوم على المصلحة العامة.
الطبقة التجارية في البلاد كان لها دور موضوعي وتاريخي وهي رغم إنتقادنا الدائم لمكوناتها ساهمت بالدور الأكبر في جلب الديمقراطية للبلاد وتطوير الأنظمة القائمة في ثلاثينيات القرن الماضي تجاه المشاركة الشعبية الفاعلة، لكنها اليوم خاصة عندما تسلم شبابها مؤسسات أباءهم وأجدادهم آثروا الإبتعاد عن طرح أراءهم في إدارة البلد مما أدى إلى فراغ في الساحة ملأته الجماعات القبلية والطائفية.
كل مكون سياسي وإقتصادي وإجتماعي عليه مسؤولية كبيرة في التلاقي شعبيا عند نقاط الإتفاق والوصول إلى حل وسط في نقاط الاختلاف، والعمل بكل ما أوتيت من قوة على حفظ هذا الكيان الجميل الذي بناه الأباء والأجداد على التراحم والتواصل بين مكوناته فنحن لسنا أقل منهم حبا بوطننا.
أضف تعليق