في البدء كان المقال 23 يناير 2011 كان أول مقال ينشر لشاب لم يمتهن التصعلك إنما فرضته عليه ظروف الحياة جبرًا وقسرًا ، كان كاتبًا في مخزن جمعية تعاونية يحسبُ أكياس العيش والدقيق فأصبح كاتبًا صحفيًا يحسب قضايا الجنايات والجنح ويحسب معها ساعات السجن وسنوات الحرمان ، ويعد أيضًا دموع أمه الثكلى عليه، مرّت الأيام وهو ينزف الكثير من الكلمات والشعارات والأصحاب أيضًا…فلم يعد لديه رصيد كافي من الضحكات والأحلام، قد راهن على وطنه وخذله الوطن، حتى قلوب ساكني وطنه لم تنصفه، وها هو ذا يدفع ثمن السخرية حزنًا سلايحقه طوال عمره ، خسر كل شيء، حتى بضع أمتار في وطنه يعيش فيها بحريته وكرامته قد خسرها، أضاع كل طموحاته فرط في كل أحلامه من أجل أمل واحد هو أن يكون وطنه كما أحب أن يكون دومًا، فهل هي جريمة تستحق العقاب؟ أم أن جريرته أنه لم يجيد إلا حرفة الكتابة وأنه قال ما أراد لا ما أرادوا؟
فتشوا جيوبه عندما يودعكم راحلاً لن تجدوا شيئا من الممنوعات معه سوى ضميره وأحلامه وبقايا مبادئ وقيم لم تعد صالحه للإستخدام، غريبًا جائكم غريبا ودعكم ، مشاغبًا جاء ومشاكسًا قد رحل .. لا وطن ولا نديم ولا صديق ولا خليل فبما التعلل يا أبو الطيب؟
إلى أين يمضي؟ إلى بلاد الله في خلق الله ساعيًا في مناكبها، متأبطًا تحت إبطه شعاره الذي لطالما رفعه “الإنسان أولاً” لعله يجد عوضًا عمن تركه خلفه ورحل ، وربما يجد وطنًا وصحبًا .. فهل سيجد وجهًا كوجه أمه؟ وكفى بوجه أمه قِبلةً.!
لقد تعلم الدرس جيدًا، وفهم أن كرامة الإنسان لا تعني تمتعه بحقوقه إنما تمتعه بشهواته، وأن قدر الانسان في ما تحمل أرصدته لا ما تحمل قناعاته، وأن الكذب هو القاعدة والوفاء هو الإستثناء، وأن سفينة النجاة لا تتسع إلا لإثنين إما الرجل أو شرفه ، مغلق للصيانة فقد انتصر الحيوان المُستهلك وهزم رأس المال العرق على جبين الكادحين.
بقلم | محمد خالد العجمي “أبوعسم” |
أضف تعليق