طالما حذرنا من زج الشرائح الإجتماعية في المشاريع السياسية وصراعاتها تخوفا من تحميل تلك الشرائح سواء أكانت قبائل أو عوائل إخفاقات تلك المشاريع وتداعياتها السلبية ، ومثال ذلك ماحدث لأكبر ثلاث قبائل في البلاد ( مطير ، العجمان ، العوازم ) حينما زجت في معركة لاناقة لها فيها ولاجمل واليوم يدفع أبناءها ثمن مثل تلك الخطوة .
هناك أفراد في الأسرة الحاكمة لايريدون الشيخ ناصر محمد الأحمد تخوفا من إزدياد فرصه في تحقيق مكاسب متقدمة في سلم السلطة ، وهناك آخرين يريدون تصفية حساب مع المرحوم جاسم الخرافي على موقفه (( الدستوري )) خلال مايسمى أزمة الحكم ، وتدخله حسب وجهة نظرهم في أمور لاتعنيه ، وهناك مرتزقة ( نواب ، إعلاميين ، رجال دين ) إلتحقوا بالتحالف الضمني من أجل تحقيق مكاسب خاصة .
شنت الأطراف المتحالفة هجوما مبرمجا إستخدمت فيه كل الوسائل (( الشريرة )) من أجل (( شيطنة )) خصومهم أو من يتصدى لهم من خلال (( ترميز )) مشاريع الفساد وإلصاقها بهم بعضها تدور حوله الشبهات فعلا ، لكننا لانقطع بفساده فهذا من إختصاص السلطة القضائية ، والبعض الآخر قذف بها من أجل خلق حالة من الإلتباس لدى المواطن البسيط ومن بين أولئك أبناء القبائل الثلاث ، ليوهموهم أن مايجري حرب ضد الفساد ، غير أن الحقيقة تشير إلى أن القضية سياسية بحته .
كان في إستخدام شبكات التواصل الإجتماعي ( تويتر ، فيس بوك ، المدونات ) فرصة كبيرة لإنجاح مشروع (( الشيطنة )) رغم أن أطراف الهجوم محملة هي الأخرى بأكوام من الفساد (( ماتشيله البعارين )) ، ويمكن أن تكون الأطراف المستهدفة أقل فسادا من أولئك الذين دشنوا مثل تلك الحملة ، لكن إشتراك بعض الشخوص البرلمانية أعطى بعدا من المصداقية على خلفية ثقة أبناء قبائلهم بهم وعدم شكهم لحظة واحدة في أن تكون خياراتهم أطراف في أكبر حملة (( بهتان )) في تاريخ البلاد .
الآن بعدما أنكشف الحجاب وظهر أن مايجري مجرد معركة سياسية الهدف منها إقصاء المنافسين ( ناصر المحمد ) ، ومحاسبة المتدخلين ( المرحوم جاسم الخرافي ) وعودة كل شئ إلى حجمه الطبيعي ينفرج المشهد عن الكثير من الإسئلة .. ماهو دور النخبة المثقفة في تلك القبائل ؟! .. هل ستكتفي بالتفرج أم أنها ستشرع في مراجعة ذاتية تضع في حسبانها عدم تكرار ماحدث من زج لمثل تلك الشرائح الإجتماعية في أتون معركة سياسية يفترض أن تكون أدواتها التنظيمات والجمعيات السياسية وليست القبائل .
هل فكرت تلك النخبة بإيجاد مخارج لمن وقع من أبناء تلك القبائل الثلاث ضحية للتظليل السياسي من جانب أفراد في الأسرة الحاكمة يمتلكون المال والمؤسسات الإعلامية وأستخدامهم في معاركهم السياسية ؟! .. هل فكرت تلك النخبة بأهمية دورها في المرحلة المقبلة وعدم القبول بموقف المتفرج والسعي لإنقاذ مايمكن إنقاذه وعدم تكرار أخطاء الماضي خاصة ترك الساحة البرلمانية لآخرين رغم توفر البدائل من الكفاءات بين أبناء تلك القبائل .
أضف تعليق