كتاب سبر

الرئيس مرسي .. وخضراء الدمن

ثورة مصر نجحت نجاحًا باهراً في إسقاط حكم فاسد مستنسخ دام لأكثر من 50 عاما.. وبعدها جرت انتخابات حرة ونزيهة وبشهادة جميع الأحزاب والتوجهات الفكرية وفيها نجح الدكتور محمد مرسي ..ولم يمر شهر من فترة حكم مرسي حتى خرجت الندابات للشوارع وبدأ العويل والنواح: الإخوان سيطروا على البلد، الإخوان أكلوا الأخضر واليابس، والإخوان، والإخوان…!!
فتحركت الفلول، وتحرك معها كل مرشح وكل حزب لطمته نتائج الصناديق على وجهه، فوجد فيها فرصة للعودة لسباق الرئاسة مرة أخرى من خلال أحداث الفوضى.
وهنا اجتمع الشامي مع المغربي لأول مرة في تاريخ مصر واتفقوا على إسقاط شرعية مرسي.. فالقبطي على العلماني على القومجي على الاشتراكي على الناصري على الليبرالي، اصبحت قلوبهم تعتصر “حنيّة” على مستقبل البلد.. وأتت من فوقهم الطيور الليبرالية والعلمانية الخليجية والعربية لتحط في على أصوات هؤلاء وتشاركهم الخوف من حكم الإسلاميين، وبعدها تقاطرت عليهم الأفواج السلبية المساندة وهي مخدوعة باخضرار مطالب دعاة المدنية ولم يعلموا أنها ليست سوى خضراء الدمن..!! ناهيك عن الغرب الذي وضع مصر نصب عينيه لنفس تلك المخاوف، والشاهد على ذلك كلمة هيلاري كلينتون بعد سقوط حسني مبارك وقبل الانتخابات الرئاسية عندما قالت للمصريين: إن حكم الإسلاميين مصر سنقطع عنكم المعونات !.. وبعدها اعتذرت وبطريقة حلزونية !.
                ********
دعاة المدنية والغرب نحروا الديمقراطية في مصر، واستقسموا بالأزلام، طلبًا للنصيب الأكبر .. وهذا هو إرهاب وتطرف دعاة المدنية والغرب ، فقد كشف الربيع العربي عن وجوههم القبيحة، عندما ركنوا شعارات الحرية جانبًا، وطمسوا الاختيار الحر .. وباختصار ياسادة، ما جري في مصر قد عُمم على بقية الدول العربية ، لذلك وجدنا الجميع قد تابع وبشغف الأحداث في مصر وهم مصدومون من زيف الحلم الوردي الذي عاشوه لمدة أعوام في منامهم “حلم الديمقراطية” والتي جلبها الرواد الاوائل من العلمانيين واليساريين العرب من أوروبا للبلدان العربية ولكن كوكالة حصرية لهم، وما إن طالبت بها بقية الشعوب أسوة بهم حتى مزقوها أمامهم وبكل أنانية لئلا ينتفع بها أحد من بعدهم ..!
بصريح العبارة: العدد الكبير من السذج الذين ساهموا في إسقاط مرسي ، جذبهم منظر الزرع الأخضر ولم ينتبهوا لأصلها الخبيث الذي قامت عليه وهو “الدمن” … وغدا سيختنقون بسبب الروائح الكريهة التي ستنتشر في مصر !

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.