كتاب سبر

العزاء الذي لا ينتهي

أنتهى العزاء والعزاء الذي لاينتهي هو مستقبل هذا البلد فقد كشفت الأزمة الأخيرة وعلى وجه صارخ ضحالة السياسة الخارجية وسطحية الأجهزة الأمنية ففي السلك الدبلوماسي هناك “لزمة” يرددها المخضرمين على مسمع النشء الجديد بالسلك: “أرضَ بأي شيء إلا الموت للزمن بلسم يشفي كل شيء إلا الموت“
هي روح مخلوطة بين المراوغة والهزيمة والصبر وترويض النفس وبعضاً من الاذلال، ولأن السياسة هي أن تعرف حجمك وقدرتك قبل حجم الأخرين.. 
ولأن السياسة الخارجية لا تعرف وجه واحد في وقت واحد..فقد فشلت سياستنا الخارجية بأول مشاركة عسكرية لها خارج حدودها بتحصين جبهتها الداخلية..
ولدى الأجهزة الأمنية شعار تؤمن به..“فالظلام يعم السلام” لأن تفسيرهم بالظلمة ينقطع الحديث بين الناس فتنقطع الخلافات ويتعثر المجرم والجريمة“ ولأن العنصر الأمني يُولد وهو مشوّه بفتامين الشللية والمحسوبية فأنه يموت عند النور ويتوقف عقله عن التفكير الصحيح عند أول لحظة تفكير سليمة 
فبين دفن سياستنا الخارجية رأسها بالتراب للحفاظ على الحياة وبين أجهزة أمنية أقصى طموحاتها رضى الشيخ. أبحثوا عن العلة في تفجير مسجد الصادق
المشكلة كلها تكمن بأجابة سؤالين: ماذا نريد؟ وماذا يريد الخصم؟ ماذا نريد بالكويت؟ وماذا تريد داعش؟ فداعش لم ولن تفكر للحظة واحدة بنصرة مذهب على أخر ولم ولن يكون النيشان من فوهة سلاحها نحو شيعة الكويت مع كامل الاحترام لوحدة شعبنا 
ما أرادته داعش وهي ذات نهج “إقامة الدولة” أن تقتل فكرة إيماننا بالدولة “الكويت” والمستهدف هي فكرة الدولة ودورها ومهامها الوظيفية. ولن تقوم دولة داعش ألا على أنقاض الدول المجاورة لها. فهو الهدف الأول والأوحد من وراء تفجيرها في مسجد الصادق. 
ومن مؤشرات التقويض، الاقتتال الاهلي وخلق عدو وهمي لأجهزة الأمن تحت مسمى وهم الجماعات المتطرفة ويبدأ الصراع الذي لن ينتهي ألا بتقويض الدولة
تجاوزنا كشعب الخطرالأول أما الثاني فعلى قوات الأمن أن تدرك ليس لدينا جماعات متطرفة منظمة وكل ما لدينا من طائفيين هم أدوات سياسية وتعاطفات فردية
ترعرعت بممارسات سياسية لها ارتباط مباشر وغير مباشر باطراف من الأسرة ولاهداف واجندات لا تتعدى التحكم في قواعد اللعبة السياسية للوصول للحكم.
على رجال الأمن أن يقرأوا الاحداث باستيعاب أكبر من “كلو تمام يافندم” ويرفعوا تقاريرهم بتشخيص سليم ويقولوا الحقيقة لا ما يريد أن يسمعه الشيخ. علينا أن نسأل أنفسنا من المسؤول ومن الممول ومن المحرض ومن يملك القنوات التي سكبت الزيت على النار في تأبين مغنية ومن الذي سعى لعزل الشيعة
من المستفيد من النظام الانتخابي الفردي الذي أصل الخطاب الانتخابي التقسيمي التحريضي الطائفي والقبلي والفئوي؟! 
من الذي جعل السياسة سوق للتداول وأصبح كل شيء بسببهما سلعة وخدمات متبادلة وكل موقف قابل للبيع والشراء حتى افسدت السلوك السياسي بالمجتمع؟!
ولكي يتماسك الشعب ويتمسك بفكرة بالدولة علينا وقف صراعات ابناء الأسرة التي صنعت الادوات السياسية من الطائفين ونسف النظام الانتخابي الفردي
ان كل اللعنة التي تطاردنا سببها إعاقة الديمقراطية عن تطورها الطبيعي فلنبدأ بتنقيح قانون توارث الامارة لوضع حد لصراعات ابناء الاسرة 
ولنبدأ بسن قانون انتخابي وفق القوائم النسبية لوضع حد للخطاب الانتخابي المحرض على الكراهية وننتقل للخطاب الوطني الجامع

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.