كتاب سبر

أيها الموهوب … حلق في السماء

عندما تهاجر الطيور فهي تبحث عن بيئة تناسبها وتسمح لها بالعيش الكريم ، فتجد الماء والهواء والغذاء الذي تتمتع به لمدة من حياتها ، لذلك الطيور الحرة نجدها منسجمة مع الطبيعة ونشعر بأنها في قمة المرح والسعادة ، أما التي تسجن في قفص أو محمية مغلقة فنجدها كئيبة مقصصة الأجنحة وتصبح في نظرنا مجرد لوحة فنية متحركة لكنها جامدة الشعور . 
ولنا في ذلك عبرة … فأي موهوب لا يجد من يرعى موهبته مهما كان نوعها سيشعر وكأنه ” طائر بلا أجنحة ” ، وبالطبع بعض الموهوبين قادرين على رعاية أنفسهم مادياً ومعنوياً ، ولكن بعض أنواع المواهب حتى وان كنت تملك مقومات الرعاية فلن تستطيع صقلها وتطويرها لوحدك . 
فمثلاً : كرة القدم ، لعبة جماعية بحته حتى المدرجات ان لم تمتلئ فسوف ينقصها جزء من الحماس ، فما بالك أخي القارئ بدولة تمتلك كل مقومات احباط الرياضيين خصوصاً كرة القدم ؟ فلا منشئات ولا قوانين ولا احتراف يمكن الرياضيين من الابداع ، فمن غير المقبول أن نرى ميسي أو نيمار أو رونالدو أو زيدان ” كويتي ” في ملاعب أرضيتها مصابة بمرض ” الثعلبة ” وفي مقولة أخرى مصابة ” بالتصحر ” ، والدليل أن أغلبية المباريات الدولية التي تجمع أي منتخبين على ملاعبنا نسمع بالشكوى من سوء الأرضية قبل وبعد المباراة !! وما هذا الا غيض من فيض ، فالمشاكل تتوالى وتتكدس المصائب و ” الحكومة ” لا ترى لا تسمع لا تتحرك .
تجربة احتراف اللاعب الموهوب ( سيف الحشان ) انا أعتبرها هجرة فرضها الواقع الذي عاشه زملائه الرياضيين السابقين ، فالكثير من الموهوبين أضاعو مثل هذه الفرصة سابقاً ولو عاد بهم الزمن لهاجروا حتى ولو على حسابهم الشخصي ، وذلك لعدم توافر البيئة التي تناسب موهبتهم وطموحهم وآمالهم .
اليوم من المفترض بأن نشجع هجرة الموهوبين اذا كنا نريد ” كاس آسيا ” وحنا لابسين نظارة وحاطين رجل على رجل ، وسنستمتع بهم عندما يشاركون في المحافل الدولية ويهزمون ويُهزمون من خلال مباريات شيقة ونارية ، ليس كالنمط الحالي لإسلوب ” دزها والحقها ” .
ختاماً أود بأن أشكر سيف على هذا القرار السليم والمنطقي وأقول له ” وفقك الله ” ، وأتمنى بأن لا يعاقب بالأساليب الرخيصة كالاستبعاد من المنتخب وغيرها من الأساليب الدكتاتورية بحجة عدم الولاء ، فأنتم أيها القائمين على الأمانة لم تأدوها كما يجب ، لذلك وجب عليكم تحمل تبعات تقصيركم ولن يغنينا تبريركم .
• فيا سيدي إن كنت تريد عطاء
        فلا عطاء بلا إعطاء
بقلم / م . بندر الهاجري

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.