آراؤهم

فإنها لا تعمى الأبصار!

كنت إذا بحثت عن ضالتي من متاع بكل أروقة المنزل، ثم وجدتها في مكان واضح للرائي،  أقول ساخرة من نفسي  “فإنها لا تعمى الأبصار”، و لربما أستحضر هذه الآية في مقام آخر، حين أتذكر كفر الأمم بأنبيائها رغم كل ما أتوهم به من معجزات، و أعجز عن فهم هذا “العمى”، ربما لأنني من أهل العلم المادي القائم على الحجة و الدليل، و التجربة و البرهان، لا أفهم كيف لعقول نضجت بنيتها أن تخذل صاحبها و تجعله في عداد”السفهاء”، كيف؟ إنما هو كما يخبرنا الخالق “عمى القلوب” …. 
اليوم… بعيدا عن ضياع المتاع، و ضياع الأمم الكافرة من قبل،  أجد “عمى القلوب” متصدرا في السياسة،  في ثورات الشعوب على الطغاة، أجده متجسدا في أولئك الذين يغفلون أبجديات التفكير، في  في زمن الإتصال و التلفزة و مواقع التواصل، هؤلاء “المنحبكجية” -كما يسميهم بعض إخوتنا العرب- لا يحيدون عن الولاء للطاغية و لو أتيتهم بكل آية، لن يروا الجلاد و لو شاهدوا سياطه، و لن يلحظوا لون الدم و لو لطخوا أيديهم به.
لهؤلاء أقول..
كونوا كما أخترتم “عميانا”، لكنكم ستبصرون، كما أبصر فرعون من قبل، حين لا تقبل توبة..و لا ينفع الندم!
“أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ” الحج-46
د. أريج ابراهيم الرفاعي
@DrALRIFAIY

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.