في وقت سابق حذرنا من استخدام القبيلة في الصراعات السياسية لأن دورها ينحصر في الجانب الاجتماعي والسياسة لها أدواتها (حزب، منظمة، جمعية) حتى لا تنقسم القبيلة على نفسها أو تدخل في مواجهة مع المكونات الأخرى “وتخسر مشيتها ومشية الحمامة”.
اليوم نحذر من استخدام الطائفة والطائفية في إطار المماحكات السياسية، لأن الطائفة تندرج تحت الخيارات الدينية للشعوب ولا تحتمل مثل تلك المماحكات، وتحويل الطائفة أو الطائفية إلى أداة سياسية لن تبقي ولن تذر، وها هي الأمثلة التاريخية تطرق أبواب الاستقرار الاجتماعي كل يوم ولا تحتاج إلا لعقلاء لاستيعابها.
من فقدوا عقولهم كثر وأصبحوا لا يرون أمامهم إلا تصفية حساباتهم السياسية، إما مع الشيخ ناصر المحمد أو مع الشيخ أحمد الفهد أو مع مرزوق الغانم أو حتى مع عائلة الخرافي بأي ثمن كان، حتى ولو كان ذلك الثمن تمزيق هذا البلد الجميل، وما نراه من هجوم يمس طائفة بأكملها على خلفية ضبط مجموعة من المتهمين بتخزين أسلحة بهدف خلق فتنة وحل مجلس الأمة يندرج في هذا الإطار.
الكويت ومؤسساتها ومكوناتها الاجتماعية أهم بكثير من طموح كتلة سياسية أو شخوص فقدوا رشدهم، وطفقوا يبحثون عن أية وسيلة حتى ولو كانت غير مشروعة للعودة مرة أخرى إلى مقاعد البرلمان بعد أن أعرضوا عنها طوعا، وأكبر أيضا من يريد تصفية حسابات وهمية خلقها لنفسه.
رفض مثل ذلك النوع من الطموح المدمر، وتصفية الحسابات العمياء، هو الخيار الشعبي الوحيدـ فقد وصلت الأمور إلى منعطف هو الأخطر في تاريخ البلاد، ولم يعد السكوت مقبولا عن مثل تلك التصرفات “الموتورة”، خاصة وأن تداعيات مثل ذلك الهجوم أفرزت توجها أو محاولة من أعداء الديمقراطية لتمرير مشاريع الهدف منها تصفية ما تبقى من روح في الدستور.
أضف تعليق