سأكتب بمنظوري البسيط عن جيل الثمانينات والتسعينات ماذا اقتبسنا من آباءنا وماذا تعلمنا من جيل ما بعد الألفية الثانية “المغضوب عليهم” كما يسميهم كبار السن، نحن الجيل الطيب في المنتصف وضعنا في قارعة الطريق بين آباء لُقنوا دينا (وجدنا آباءنا كذلك يفعلون) هي عادات وتقاليد ليس إلا.
كبرنا وفي جعبتنا كثير من المصطلحات المبهمة على سبيل المثال “ملتزم” او كما نسميه محلياً “مطوّع”، تساءلت كثيرا بماذا التزم هذا الشخص؟ أو بماذا تطوّع؟
وضعت تحت المجهر عينة لا بأس بها من هذه الفئة ظاهريا هم رجال نعدهم من الأخيار، أشهد بالله انهم ملتزمون، لكن التزامهم لا يتعدى صمتاً يضاهي بحدته سكان القبور، وسيحاسبون أمام الله كونهم رجال علم ودين، التزموا بالتطبيل لبعض الفاسدين والاحتراف في صياغة الفتاوى التي تخدم مصالحهم وليست من الدين في شيء، والتزموا بالتسامح مع السلطات الفاسدة وأخذوا بأيديهم وأخرجوا المصلحين والمفكرين من دائرة الإسلام، وباسم الدين اتهموهم بالخيانة، تماما كما لُقنوا.
وللتوضيح وحتى لا أُتهم بأنني صهيونية علمانية عميلة لبلاد الكفر… “الديباجة المعروفة”، أنا قلت هنا عينة ولم اعمم، فالتعميم لغة الجُهال، بالتأكيد هناك أخيار ومصلحون وربما حمانا الله بدعائهم مما فعل السفاء منّا، ولا أتحدث هنا عن الإلزام بالعبادات، فهي أمر بين العبد وربه ولا علاقة لها بالشكل الظاهري، ومن الدناءة في أمر التدخل في سلوكيات الإنسان ومدى التزامه دينيًا فضلا عن اتهامه بالكفر وغيرة.
وبالعودة لأهمية الدين ورجالة قرأت عن التاريخ الإسلامي وكيف كانت تدار الدول آنذاك والحدود التي يلتزم بها رجال الدين، قرأت أن هناك مجدًا ولكنه تلاشى وحضارة دفنت هي الأخرى، وعلماً تُرجم لينهض به النصف الآخر من العالم بمباركة من أصحابه حيث قرروا أن يبيتوا في سبات عميق.
في نفس المجهر الذي استخدمته فيه تلك العينة “سامحها الله” وضعت فيه “المغضوب عليهم” أقصد الجيل القادم، مجهول الهوية! وجدت أن اغلبهم في محيط البلاد العربية يتمتع بتعليم سيئ مع مرتبة الشرف وهم أيضًا حقلا لتجارب بعض الأطباء الذين لا ذمة لهم ولا ضمير، ولو استعنا بمجهر أكثر دقة لنقرأ مستقبلهم من خلال واقعهم.
بالتأكيد سيغلب عليه السواد الحالك، ولكن لدي تفاؤل بهم فقد تصنع منهم تلك الظروف جيلا قويا… الله أعلم
فهم شهود عيان على كل شيء، رأوا حكاما جبابرة يتساقطون بكل إذلال ودولا تنهار اقتصاديا وشعوباً تُقتل بالجملة، رأوا الشريف يُسجن والسارق يُكرم رأوا مسيرات اسقطت عالية القوم، ورُسمت أمامهم أكبر لوحة للظلم، أوا الالحاد وقد تفشى في دولهم الاسلامية!
وقبل ذلك كلة رأوا الانسانية عندما دُفنت.. وقياساً على اللعنة الاسطورية للفراعنة .. لعنة هذا الجيل على من تقع؟
أضف تعليق