قد لا يبدو الوضع طبيعيا عند البعض إلا انها سنة الحياة، لماذا امتلأنا بالإحباط؟ الجميع يسألني أين ذهب الحراك؟ ولماذا تراجع؟ وكيف ستكون أحوال البلاد بعد هذه الانتكاسة الخطرة في الحريات، وهذه السرقات المنظمة لمقدراتها؟ فتكون إجاباتي واقعية ومختصرة هي..بأن عالمنا العربي كله من دون استثناء يشهد انتكاسة كبيرة خاصة بعد ما شهدته بعض الدول مما أطلق عليها الربيع العربي، فهل حالنا في الكويت أفضل من حال دول الربيع العربي التي عرفت التحضر قبلنا بأجيال؟ وهل ديموقراطيتنا “المزعومة” اقدم من ديموقراطيات هذه الدول؟
وفي هذه الأسئلة ستجدون الإجابات التي تشفي غليلكم.. اما الحراك فإنه لم يتراجع بل توقف ليلتقط أنفاسه ويعيد حساباته، وسيعود أقوى مما كان وهذه دورة الحياة الطبيعية.
وسأضرب مثالا واقعيا ومقارنة بسيطة بيننا في الكويت وبين مصر، لتتضح الصورة أكثر وبالطبع مع اختلاف النظام الديموقراطي الرئاسي ونظامنا الإنتخابي.. وأول سؤال منطقي هو ما الذي جرى في مصر في سنين مضت؟ الذي جرى في مصر هو انقلاب على الشرعية متمثلة في الرئيس المنتخب شعبيا محمد مرسي وأركان حكمه وزجهم بالسجون والحكم عليهم بالإعدام الجماعي، إذاً…قمعنا وتكميم أفواهنا يبقى مقبلات أمام وجبة إعدامات مصر!
والسؤال الآخر.. هل نحن في الكويت أقوى وأكثر خبرة من (حركة الاخوان المسلمين)؟ بالطبع لا، إلا أنني متفائل بأن الاوضاع العربية بشكل عام ووضعنا بالكويت بشكل خاص لن يستمر هكذا، وبأن الأحوال ستتحسن بالتأكيد …فقط تفاءلوا وضعوا ثقكتم بالله عز وجل وبالمخلصين من أبناء هذا الوطن، والذين نرى الكثيرين منهم خلف القضبان حاليا فما هم إلا دافعي ثمن حرية أجيالنا.
محمد الذايدي
مقرر المكتب الاعلامي في حركة العمل الشعبي (حشد)
أضف تعليق