من أشد مآسي مراحل ما بعد الطفولة، ليس فقط سقوط ستار المثاليه عن هذا العالم ولا سقوط ردائه الوردي المطرز بنجوم الفرح بينما ينكشف جسد هذا العالم البشع، بل انفصالنا عن الزمن تدريجيا، لتصبح اكثر الايام فرحاً تسبب لنا أزمة (وجودية) كهذه الاعياد مثلا، التي نؤمن يقيناً انها ليست لنا أنما علاقتنا بها انتهت منذ غادرنا جنة الطفولة!، الامر ما بين الطفولة والفتوة الى الشباب ثم الكهوله، اشبه بمأساة ادم الاولى، يتم قذفنا لعالم اشبه بجنة ادم لنسئم سريعاً من نعيمها ونتمنى الفتوة حتى وإن كانت خطيئة وشقاء بديلاً عن جنة يأتينا زرقنا رغداً!، كان العالم خلف أبواب بيوتنا اشبه بجنان مجهوله اوسع من جنتنا المعلومة، وما ان نكبر بكل تلهفنا للفتوه والشباب حتى نصدم بالشقاء ويتردد في اذاننا قول الله: (فلا يخرجنكم من الجنة فتشقى)، شيطاننا كان الخيال الذي اصبحنا يرافقنا في الفتوه ثم الكهوله ثم الشيخوخة ، نسامره الحنين بكل مرحلة تذهب ولا تعود وكأننا بعد خروجنا من جنة الطفولة، نتساقط في وادي الظلمات لتتلقفنا طيور الشقاء الانساني لتلتهم كل أجزاء سعادتنا.
آخر الأخبار
تجليات فلسفية: جنان الاوادم المفقودة
| عبد العزيز عمر الرخيمي يكتب |
تجليات فلسفية: جنان الاوادم المفقودة
أضف تعليق