في هذا الكوكب كل البشر متشابهون بصفة الخلق والتكوين ، فهم من تراب على التراب إلى التراب ، أشكالهم متشابهة من حيث الأعضاء الحواس والشكل غالباً ، والمفترض أن تكون أحاسيسهم بشكل عام متقاربة نوعاً ما .
الخوف الضعف والذل جعلوا هناك تصنيف جديداً على شكل مراتب ، ومن خلالها تعرف أهمية صاحبها ، فهناك دماء ذهبية وأخرى فضية …. وأخرهم فقط ينزفون دماء دون لون ، فلا أسف عليهم ولا شفقة ، “هذا ان ذكرو ولم يتجاهلو كما هو الحال” .
مشكلة العرب تكمن بأنهم إن قلدوا الغرب طغوا في التقليد حتى يفقد التقليد شكله فيبتدعو شكلاً جديداً من التملق الممسوخ ، فهم يخشون على من قلدوهم أكثر من المُقَلَّدين أنفسهم ، للأسف هذا حال بعض مثقفو العرب وغيرهم من السذّج مشاعرهم انحيازية وأعينهم لا تدمع إلا على أوروبا وهي لطالما ضربتهم ومازالت ، يعتبرونها أم لهم فمهما تفعل بهم برها فرض عليهم ( يالحنانهم ورقتهم !) .
الغرب لم ولن يحزنوا على قطرة دم في فلسطين سوريه العراق بورما وغيرها ، لأن ايقاف الدماء يؤلمهم حقاً !
فإن أوقفت الدماء فمن يشتري السلاح ؟
ومن يدفع الملايين للاستشارات ؟
ومن يدفع فاتورة المؤتمرات والوجبات ؟
ومن يهدي النفط والعملات ؟
ومن يتباكى على الشاشات ؟
فقط تتضح إنسانيتهم في الشجب والاستنكار !
أرجو أن لا نسمع ونقرأ مثل هذه التساؤلات لماذا التعاطف مع فرنسا ؟ ولماذا التعاطف مع اي تفجير او اجرام يحصل في دول اوروبا ؟ لأن مثل هذه الأسئلة تعد سذاجة وتباكياً سخيفاً ، فمن هم إليك أقرب ودماؤهم في عروقك أوشكت أن تنضب ؛ أولى بالإجابة والإستجابة لآلامهم ، لو التفت أحدهم لجواره لكان أولى وأهون عليه من سفر الدموع والاستنكار لقلب فرنسا !.
الكل يرفض الإجرام وينفر منه ، ولكن بضع هذا الكل ينصف المظلومين من العرب والمسلمين إن وقع عليهم الإجرام من قتل وتفجير وتهجير للأسف .
ما بعد النقطة :
لا تتعبوا مقلكم ، ولا تسرفوا دموعكم فباريس لا تكترث لكل هذه المشاهد ، والأقربون أحق بالبكاء والدعاء إن لم يكن عندكم غيره !
بقلم :
فهد بن رشاش
@bin_rshash
أضف تعليق