تصريح الشيخ أحمد الفهد الذي بدا خلاله في أشد حالات الانفعال (ما أرد إلا على الرؤوس أما الكومبارس ما أرد عليهم)، ربما يكون مؤشر على شعور بالهزيمة لم نألفه في بوفهد “المتمرد” على رتابة وجمود الأوضاع السائدة، إلا إذا كانت تلك التصريحات “انتفاضة” جديدة، عندها يمكن فهمها فهو حسب المثل الشعبي “ما يقعد راحة”.
بوفهد في حياته السياسية مراحل متعددة كسب في بعضها وخسر في البعض الآخر، كان آخرها اعتذاره الشهير عن كل ما قام به خلال الفترة الماضية تجاه رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي رحمه الله، وكانت أدواره في تلك المراحل غير ثابتة.
توقع الجميع أن تنتهي تلك الأدوار بغثّها وسمينها بعد ذلك الاعتذار، وأن يكون اعتذاره تمهيدا لانسحابه من الساحة المحلية باعتبار أن خطوته الأخيرة تلك لم تسجل كهزيمة، بل “تكتيك” الهدف منه الخروج بأقل الخسائر، لكن الوضع لم يكن هكذا أبدًا، بل بقى وظل خصومه على نفس الوتيرة لتسجيل النقاط عليه.
تولى بوفهد في بداية حياته السياسية حقيبة وزارية بتوصية من الرئيس الخرافي، رغم اعتراض بعض كبار الأسرة الحاكمة بذريعة السن وقلة الخبرة في العمل الحكومي، وقد تجاوز في تلك الخطوة أقرانه من أبناء الأسرة، إلا أن خروجه من التشكيلة الوزارية كان سريعًا وعلى يد حلفاءه اللاحقين، باعتباره أحد أضلاع التجاوزات الحكومية كما رددوا حينها.
عاد للتشكيلة الحكومية في وقت لاحق، لكن نجوميته لم تعد معه ولم تكن علاقته على ما يرام، سواءً مع الرئيس الخرافي أو مع رئيس الوزراء المحمد، لكنه غامر بتلك العودة رغم النصائح الكثيرة له أن لا يعود، فالساحة ليست على وفاق معه، وخصومه باتوا كثر والنتيجة أن لقى هزيمة أشد من الأولى.
الثالثة كانت “ملتبسة”، وكان يمكن ألا تسجل كهزيمة عندما تحالف كما يتردد مع خصومه الذين رفضوا عودته للحكومة على خلفية موقفه من تقليص الدوائر الانتخابية، ورغم أن تحالفه معهم أفضى إلى الفشل، إلا أن نتائج مثل هذا الفشل كان يمكن أن تتوزع بين أكثر من طرف وتكون حصته جزءًا ضئيلاً منه.
أضف تعليق