لقاء الوكيل المساعد في وزارة الداخلية الشيخ مازن الجراح والإعلامي المتميز عمار تقي من أجمل اللقاءات التلفزيونية وأكثرها صراحة على الصعيد المحلي ، خاصة أن الضيف مسؤول حكومي ، وينتمي في نفس الوقت للأسرة الحاكمة ، لكل تلك الأسباب لابد من قراءتها جيدا فهي مليئة بالرسائل .
الشيخ مازن الجراح يقول عنه خصومه أنه ” طاووس ” يخلط بين ” الشيخة ” والمنصب الحكومي حتى أن الدخول إلى مكتبه ولقاءه أصعب كثيرا من الدخول إلى مكتب رئيس الحكومة ، وربما مسؤولين آخرين كبار ، فيما يقول المقربون أنه ” شيخ ” حقيقي من شيوخ ” الهيبة ” يحترم القانون ولاينظر إلى المنصب الحكومي على أنه مغنم بل مغرم وأنه مستعد لتركه إذا ما رأي فيه مالايتوافق مع قناعاته .
ليس مهما موقف خصومه أو المقربون منه فالرجل تحدث علانية وفي لقاء تلفزيوني ولا حاجة لسماع رأي هؤلاء أو أولئك وكان في لقاءه محطات ” جريئة ” وأخرى ” ملتبسة ” يمكن تحديدها وقراءتها جيدا ، ففي حين يقول السيد الوكيل أن الكويت دولة قانون يناقض في حين آخر تلك الكلمات بالقول معلقا على بعض من سحبت جنسياتهم ( اللي نبيه نطلع وثائقه ) وتفسير العبارة أننا ( مزاجيون ) في تطبيق القانون ، رغم إحتجاجه على عبارات النائب السابق صالح الملا حول نفس الموضوع .
في مكان آخر يقول الشيخ مازن عن إنتشار ظاهرة الإعتداء على المتهمين في المخافر ” لازم يصير في طق ، حتى بالمدرسة انطقينا ، نستخدم أسلوبا لنصل إلى الحقيقة ” وكأنما يقول أنه لايأبه بحقوق الإنسان والقرارات الدولية والمحلية المنظمة لعمل مثل تلك الجهات ( المتهم برئ حتى تثبت إدانته ) ، ألا تعلم ياسيدي بأن سياسة ” الطق ” أجبرت وافد مصري على الإعتراف بأنه قتل فتاة باكستانية ، لا بل مثل الجريمة وكأنما قام بها أمام ” طقاقية ” ، ولولا أن لطف الله به لأعدم عندما ظهرت الفتاة الباكستانية وأعترفت بهروبها مع صديق .
هناك الكثير بحاجة إلى قراءة ولا أعرف إذا كانت كلمات الشيخ مازن تعبير عن ( الشيخة ) أو هي تعبير عن مسؤول في دولة ، فقد ألتبس على الأمر ولم أعد أميز كلماته تلك تعبيرا عن ماذا ، لكنها بدون شك كلمات خطيرة جدا وجريئة وبحاجة إلى مراجعة دقيقة خاصة من جانب شيوخ ( الحكمة ) ، فمثل تلك الكلمات يمكن أن تلحق ضررا كبيرا بسمعة بلد مثل الكويت سجله في ملفات حقوق الإنسان لازال مقبولا .
أضف تعليق