كتاب سبر

النفط.. والعورة التي تكاد تظهر

في علم الإدارة، نظرية تسمى “البوصلة والساعة”، وفي أية مؤسسة في الغرب لا يمكن أن يتولى أي شخص مركزًا قياديًا مالم يكن ملمًا بتفاصيل هذه النظرية ويجيد تطبيقها، وهي ببساطة تعني أن يعرف المسؤول بدقة هدفه والسرعة المطلوبة لإنجازه ويرفع خطته إلى الجهة المعتمدة ثم تحاسبه على أي انحراف، وعليه أن يجيد التعامل مع كل متغير يطرأ أثناء التطبيق.
ولهذا أسأل مع من يتساءل، سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء الذي يعتبر “المجلس” دستوريا هو المهيمن على إدارة شؤون البلد، وقد وصل سعر النفط الذي يعتبر وقود الحياة وأكسيرها بالنسبة للدولة بكل مكوناتها حكومة ومؤسسات وأفراد، وصل إلى من 30 دولارا للبرميل، ويتجه نحو 25، ودخول عوامل ضغط أخرى، مثل رفع الحظر الغربي عن النفط الإيراني ورفع الحظر عن صادرات النفط في أميركا، وربما يستمر لفترة أطول مما توقعه ويتوقعه المراقبون والخبراء المختصون، اسأل سموه عن آخر أخبار “البوصلة والساعة ” خطة الحكومة.
قد يقول قائل أن الحكومة على علم بتطورات أسواق النفط ولا داعي للتذاكي عليها، ونقول ما دام الأمر كذلك فلتطلعنا على خططها في تمويل الميزانية.
نحن نلاحظ أنه عند الإنفاق تكون شهية الحكومة مفتوحة، بل أنه ليس فقط صنبور الإنفاق على المشروع يكون مفتوحًا، بل يكون خرطوم المياه مليئا بالثقوب وتتسرب المياه بأكثر مما يخرج من فتحته النهائية، وأكثر من مسؤول يشرح عن ضرورة هذا المشروع، سواءً كان في مجال الصحة أو التعليم أو البنية التحتية أو حتى في عقود التسليح.
ياسادة ياكرام.. أيتها الحكومة الرشيدة، ومجلس الأمة الموقر والشعب الوفي، انتبهوا، أسعار النفط لا تنخفض فحسب، بل أنها تنزلق بقوة، وورقة التوت التي سترت كل أخطائنا وبلاوينا تكاد تسقط.
فهل تنتظرون العورة تظهر؟

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.