تعتبر ظاهرة الفقر ظاهرة مهمة في تحديد الملامح العامة لأي اقتصاد من اقتصاديات الدول ، فهي ظاهرة لا تخلو أي دولة منها سواءً كانت متقدمة أو نامية ، وهي قضية مألوفة ومتناولة من حيثُ إنها ظاهرة اقتصادية واجتماعية لجميع الشعوب والحضارات .
إن المعاني التي تدّل عليها كلمة الفقر، هي : النقص والحاجة ، وكلاهما يؤديان بالإنسان إلى الذل والانكسار الذي يتسلل للنفس ثم الجريمة وغيرها الكثير .
الفقر هو نتيجة لعدم تكافؤ الفرص والتفرقة بين الناس في الحقوق والواجبات فمثلاً هناك أناس لهم حقوق اكثر مقابل التزامات ، والفقر نتيجة أيضاً للعنصرية الجغرافية والعنصرية البشرية بمعنى هناك على سبيل المثال في أفريقيا وغيرهامن الدول النامية إقليم في بلد يتميز عن الآخر في العناية به والخدمات التي يتمتع بها وإقليم اخر لا اهتمام به ولا خدمات تقدم له ، خدمات فقيرة لا تتناسب مع أهمية الإقليم وحجمه والسلطات التي تتولى الحكم لا يهمها الا بقاؤها في الحكم سواء للبلدة او المقاطعة .
وحين نتحدث عن الفقر في دول غنية فهناك أسباب اقتصادية مرهونة لذلك الفقر مثل ( التعداد السكاني العالي ، قلة الأراضي السكنية ، الأوبئة والأمراض ، الكوارث الطبيعية ، الحروب ) رغم كل ذلك فإن الفقر الذي تعاني منه الدول الغنية هو نسبة وتناسب لوجستي ومثال على ذلك في إحدى مقاطعات أفريقيا حين يمتلك أحدهم بئر ماء فهو ” غني ” ومن الأثرياء في تلك المقاطعة وهناك من يمتلك منزل وسيارة في الدول الغنية ويضل ” فقير ”
النسبة والتناسب هي المعدل المالي ومستوى المعيشة في إطار الدولة او البلدة او المقاطعة ،
السؤال المهم في الكويت وهي الأهم بالنسبة لي بالطبع .. لماذا يستمر وجود الفقراء في ضل وجود وفرة مالية وتعداد سكاني قليل وأراضي واسعة ، ولله الحمد بشكل نسبي كبير بعيدين عن الكوارث الطبيعية والأوبئة والحروب ؟ ولماذا التساؤل لذلك الآن ؟ وماهي الخطورة في استمرار ذلك في هذا الوقت الراهن ؟
الأسباب والجواب ليس في الكويت بل في كل مكان وزمان .. ومنها سوء الرقابة ، سوء الإدارة الحكومية ، الفساد و اصحاب الدماء الزرقاء ومدارسهم ومستشفياتهم واراضيهم الخاصة وشبهاتهم وغيرها من أسباب ، لكن المسؤول عن كل تلك الأسباب هو “”” نحن جميعا “”” والصمت عن الفساد يقويه وعدم الإعتراض عنه يجعل الكسل والخمول الفاشي على مؤسسات الدولة ينهيها اقتصادياً والقضاء على الطبقة المتوسطة هو أيضاً القضاء على اقتصاد الدولة لذلك يجب ان ننسى خلافاتنا ونقف في صف واحد خاصة ان برميل النفط هبط الى28 دولار وآيل للسقوط كما يحلل الإقتصاديون واعتماد الدولة 96? على النفط كارثة اخرى ادى الى الإستعانة بصندوق الأجيال القادمة !! ولكن علينا ان نحرص لذلك فلا دولة ولا انتماء لدينا سوى للكويت ! واختم بقول سيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام : الفقر في الوطن غربة .. والغنى في الغربة وطن .
علي توينه
@AliTowainah
أضف تعليق