رحل نبيل الفضل، وأصبح مقعده في البرلمان شاغرا، لتزداد حالة الفراغ السياسي الذي نعيشه إثر الانسحاب الطوعي للتيارات والشخصيات السياسية من الساحة.
فلقد كان نبيل الفضل في مركز الهجوم المتقدّم في الملعب السياسي، وكان رحمه الله يجيد استقبال الكرة، ويجيد أيضًا الاحتفاظ بها لأطول فترة، ثم المراوغة وإزعاج الخصم والتسديد على المرمى، ولا شك بأن رحيله سيضعف من أداء المجلس، مع كامل احترامنا لباقي النواب
.ليزداد المستوى المتدني أصلا للمجلس الذي تأثر بغياب أعضاء “الأغلبية” الذين يمثلون أهم التيارات السياسية وأصحاب الاتجاه المستقل.
قراءتنا للمرحلة المقبلة، تشير بوضوح إلى أننا مقبلون على مشهد سياسي مغاير يدخل معه لاعبون جدد مع عودة بعض من أعضاء “الأغلبية”، وآخرين يحملون نفس التوجّه والفكر، وإن كان بخطاب سياسي معدل فيه تخفيف من حدة اللهجة والنبرة الغاضبة والناقمة، بل واللاعنة لكل مسلك حكومي.
ربما لن يأتي “نبيل الفضل ” آخر، ولكن بالتأكيد سيأتي من أعجب بمهارات الفضل وتدرب عليها، وأهمها تحويل الأفكار اللحظية التي ترد على الخاطر وتدور في الذهن إلى خطاب سياسي، حتى لو خرجت في اتجاه معاكس لبعض ثوابت المجتمع.
أي سيظهر لاعبون لن يضعوا قناعًا على الوجه، فيقولون في المجلس وفي المنتديات العامة ما لا يؤمنون به، وهؤلاء وأولئك سيرسمون ملامح المشهد الجديد.
يبدو واضحًا أن معظم العاملين في الحقل السياسي، إضافة إلى الذين ينتظرون أمام الباب في مرحلة التقاط الأنفاس ومراجعة الحسابات استعدادا لمرحلة جديدة، مرحلة ما بعد نبيل الفضل و”الأغلبية”.
أضف تعليق