لم نكن في الكويت بحاجة إلى تصاعد التوتر بين السعودية وإيران بعد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران حتى نثبت حكومة وشعبا ..و”تفكيرا ومشاعرا ” بأننا لانملك سوى الانحياز التلقائي إلى السعودية.
ثمة بوصلة مركبة في قلوبنا يشير سهمها دائمًا إلى اتجاه من نثق أنه يستحق أن نحبه، وبالتأكيد فإن سهم البوصلة ثابت في اتجاه السعودية، ومع ذلك فإن الأمر لا يعني أبدًا أننا مع السعودية لاعتبارات عاطفية فحسب، بل أن منطق الأمور وسلامة التفكير توجبان ذلك.
فسياسة المملكة منذ نشأتها تعمل على تدعيم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة منذ الرسالة الشهيرة للملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله إلى الرئيس الأميركي تيودور روزفلت حول فلسطين وتحذيره مما تقوم به الصهيونية من اعتداءات ضد العرب المسلمين، ومرورا بالموقف التاريخي للملك فيصل خلال حرب أكتوبر وحظره تصدير النفط إلى الدول التي ساعدت الكيان الصهيوني في اعتداءاته على العرب والمواقف المتعاقبة التي اتخذها ملوك السعودية في دعم الحق العربي أينما كان، وكذلك انحيازها إلى إرادة الشعوب في كفاحها ومقاومتها لطغيان السلطة الغاشمة في بلدانها.
وقبل ذلك وبعده الموقف التاريخي للمملكة في نصرة الكويت خلال محنة الغزو العراقي في 1990 والجملة الشهيرة التي قالها الملك فهد بعفوية ومن قلب صادق لايعرف سوى قول الصدق “الكويت والسعودية.. إما تعيش معا وإما تموت معا”.
في مقابل ذلك فإن إيران منذ سنوات تسير في “شوارع المنطقة” وبيدها عود الثقاب وزجاجة بنزين وتحرق كل شئ أمامها، حتى صارت مصدرا للتوتر والإزعاج.
اللهم احفظ السعودية وأهلها .. ودولنا الخليجية وأهلها ورد كيد الحاقدين إلى نحورهم.
أضف تعليق