كتاب سبر

"الوشيحي".. يكتب
إلى عياد الحربي في محبسه

إلى أخي الأصغر (لم أقل الصغير) عياد الحربي في زنزانته، حيث يقضي عقوبة الحبس، بجريمة هي الأخطر في الوطن العربي، جريمة حرية الرأي…

سقى الله تلك الأيام يا عياد، وجلستنا الأولى، وما تلاها من جلسات، وزياراتك لي في بيتي، التي تبدأ بعد منتصف الليل، أو كما أسميتها أنا “توقيت السكون”، الجن، وفيها تكشّفت لي صفاتك؛ عشقك للصحافة وحماستك لكتابة المقالات (لاحقاً تم تكريمه في بريطانيا في يوم حرية الصحافة)، وتكشّف لي اندفاعك النقي، وحماستك الوطنية، وغضبك السريع، وانفعالاتك، وضحكاتك المجلجلة، وردود أفعالك العنيفة، وشموخك، وفزعتك السريعة، وأصالة معدنك، ووو…

سقى الله تلك الأيام يا عياد، ولا أدري هل ستعود، وهل ستعود الكويت إلى عشاقها، بعد أن اختطفها اللصوص والدجالون، وتلاعبوا بها، ورقصوا على أنّاتها وآهاتها؟ لا أجزم، لكنني متفائل.

نعلم يا عياد أنك لو كنت في بلد يحترم الحريات لكنت صحافياً يشار إليه بأصابع الدهشة. كنا سنقرأ تحقيقات صحافية تحتاج إلى جسارة وجرأة وحماسة لا يمتلكها من الكويتيين، مثلك، إلا قلة.

لست وحدي، بالإضافة إلى أسرتك، من ينتظر خروجك من محبسك بشغف.. زملاؤك هنا يفتقدونك، ومحبوك لا يتوقف سؤالهم عنك. فلعل الله يستجب دعاءهم ويخفف عنك ضيق الحبس.

دمت سالماً يا عياد.. كتبت إليك هذه الفضفضة من دون مناسبة ولا سبب إلا فقدي لك. وهل يحتاج الأخوة إلى أسباب ومناسبات كي يعلنوا عن افتقادهم لبعض؟.. لعل هذه الكلمات تعزيني ومحبيك قبل أن تعزيك.

لك التحية، وللزعيم الفذ الذي يشاركك المسكن، مسلم البراك، ولبقية شباب الحراك في السجن. أعادكم الله إلينا عن قريب. آمين.