كتاب سبر

سيارة الحكومة.. بدها حدا يدفشها دفشة

كما ذكرنا في مقالنا بالأمس، ها هو ذا برميل النفط الكويتي ينخفض إلى ما دون الـ20 دولارا، حيث سجل  19.7 دولارا وربما يكون قد انخفض أكثر وأنت تقرأ هذه السطور.
لكن عليك فقط عزيزي القارئ أن تتذكر بأن هناك كثيرين، دولا وشركات، أكبر منّا حجما على الخريطة وأقوى تأثيرا على مسرح الأحداث في العالم، يتألمون مثلنا وربما أكثر ولكنهم يكابرون ويعاندون وفي رؤوسهم تدور ألف فكرة وفكرة.
نعم انخفاض أسعار النفط إلى هذا المستوى المتدني جدًا، “إلى حد الانهيار” يحمل معه تداعيات غير سارة بالمرة، ويد الحكومة التي كانت مبسوطة كل البسط زمن الرخاء والفائض ستضطر إلى أن تجعلها مغلولة إلى العنق، ولا نلومها في ذلك، إنها معادلة بسيطة، مدخلات ومخرجات، وماذا تتوقعون من نهج ثابت لحكومات متعاقبة لعقود لم تكن تجيد سوى الصرف وفق ميزانية انفاق، ولم تفكر يوما في اختراع اسمه ميزانية تنمية، ماذا توقعون أن يكون حالنا غير حالنا اليوم، بمعنى ابتسم فالجيب مليان، و”افرح يا قلبي لك نصيب تبلغ مناك ويا الحبيب”، واحزن حين تقترب، كما اليوم من أن تكون “مولاي كما خلقتني”، والله يعين الحكومة الحالية التي ورثت عن سابقاتها سيارة تكح كما المصاب بالسل، كلما مشت خطوتين.
اليوم ومع انهيار أسعار النفط وبما سيستمر لفترة أطول من المتوقع ..فلا فائدة ولا مبرر ولا منطق من تبادل اللوم و الإتهام ..علينا أن نكون عونا للحكومة وهي تدعونا للسير في طريق مختلف ..وأن تكون الحكومة عونا لنا بأن تحسن اختيار الطريق الجديد ..وأن نكون كلنا مسؤولين أخلاقيا تجاه الأجيال القادمة ..وهذا لن يكون إلا بإصلاح السيارة التي ورثناها من الحكومات المتعاقبة ..فهذه السيارة “بدها حدا يدفشها دفشة “

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.