عرف عن أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد رحمه الله بساطته وتواضعه ..حتى أن الذي يجلس إليه يشعر خلال دقائق أنه يجلس إلى أحد أفراد أسرته ..بل ولأنه قليل الكلام فيعطي الزائر المجال للحديث بإسهاب ويستمع إليه بهدوء وغالبا ما تكون نبرة صوت الراحل أقل من نبرة صوت الزائر.
كثيرة هي الشواهد والأمثلة على ذلك سوف أختار مثالين رائعين ..ففي صبيحة أحد أيام سبتمر من 1990 أي الشهر الثاني للغزو الغاشم وأثناء إستقباله لبعض المسؤولين الكويتيين المتواجدين معه في الفندق الذي كان مقرا لحكومة المنفى بمدينة الطائف لاحظو على سموه رحمه الله إصفرارا في في وجهه فأجاب بأنه لم ينم طوال الليل بسبب ألم في الضرس ..فإقترحوا عليه طلب طبيب فرفض وطلب منهم أن يأتو إليه بحبة البركة ويطحنونها مع قليلا من الملح ..وفوضع ” الخلطة ” في كوب وصب عليه ماءا دافئا ..وأخذ يتمضمأ منه كل ساعتين طوال اليوم ..وفي اليوم التالي حين سأولوه عن حاله ..قال الحمد لله لقد اختفى ونسيته.
وأيضا ..وهذه حادثة شهدتها بنفسي في ظهر أحد أيام سنة 1975 في شارع عبدالله الأحمد في منطقة شرق وكان سموه عائدا من مكتبه في مجلس الوزراء إلى منزله في دسمان فوجد سيار من نوع ” عربانة ذات ثلاثة إطارات ” والتي كان يستخدمها في تلك الأيام أشخاصا من الجنسية الأردنية وجدها مقلوبة وصاحبها يحاول تعديلها ..فتوقف الموكب المكونة من سيارتين فقط سيارة سموه وسيارة أخرى للحرس وترجل الجميع بما فيهم الأمير الراحل حيث قام ثلاثة من الحرس بتعديل السيارة المقلوبة وإقترب الأمير الراحل من السايق الأردني وإبتسم له و” طبطب ” على ظهره.
رحم الله أمير القلوب والتواضع الشيخ جابر الأحمد..وأطال في عمر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ..
أضف تعليق