المعلومات فيه تتطاير وبمتناول الايدي كالفراش المبثوث، واكثر الامكان سريةً وتحصيناً تنسفُ لهُ نسفاً فيكاد ان يرى محتواه عينا لا خبرا!، وبه تذوب كل طبقات المجتمع فلا علية ولا سفلية ولا نخبة ولا سفهاء، انها وسائل التواصل الاجتماعي، مع هذه الحالة الاشبه باليوطوبية، نزداد نحن البشر فيه اكثر غموضا وتعكرا وتتلاشى من حيث لا نحس بشريتنا بل نكاد ان لا نكون فيه بشرا!.
حفلة تنكرية مستمرة، فكل من لا تعجبه طبيعته ولا يستطيع اخراج شياطينه او حتى من سئم من شيطانيتة واراد ان يجرب يوم الملائيكية، دعا نفسه لها، قديسين بشكل مفرط وشياطين بشكل بشع وهو في العالم الحقيقي عكس ذلك!، المسألة اشبه بالمأسة او العيش برواية ساخرة، فالكثير منا واكاد ان اجمع، يظهرون حقيقتهم المدفونه في اعماقهم بهذا العالم الافتراضي، فكأنهم في الواقع كانوا يعيشون حياة افتراضية!.
شخصيتنا هي ما تميز بعضاً البعض ان تهنا بتشابه الابدان، كمثل التوأمين الذين وان كانوا متشابهين بكل التفاصيل، الا ان الحديث مع احدهم فقط يكشف مع من نتخاطب، شخصيتنا التي الاشبة بثمر ما نؤمن به وما نعتقد وفلسفتنا في الحياة، كثمر الشجر الذي يفرق شجرة عن توأمها، نحن بالنهاية بشر ليس لاننا نملك بدن بشري، بل لاننا نفكر ونشخذ شخصياتنا المختلفه عن بعضها البعض وكأننا باختلافنا لسنا ابناء جنس واحد.
إلا ان وسائل التواصل الاجتماعي الافتراضية، تكاد ان تذيب هذا الاختلاف الذي يميزنا، فجميعنا هناك قديسون وما سوانا شياطين، ونحن نجهل بعضنا! فكلنا بأقنعة ليست له ولا تميز شخصيته، وحتى احاسيسنا الفطرية التي قد تحذرنا قبل عقولنا مشوشه بهذا الحفل التنكري الصاخب والملون بألوان الجنون الغير متناسق او العقلانية، ان كان التطرف الفكري يجتاح العالم الواقعي بمذاهبه واديانه، فالتطرف على انسانيتنا وذاتنا يجتاح الاعلام الافتراضي، فيرمغ من لا يؤمن به بأن يقنع فقط ليحاربه!
كانت وظلت بل ولازالت النفس البشرية تفزع ممن تجهل وتعاديه وتحاربه حتى تقترب منه وتعرفه، إلا ان حتى هذا الاحساس الفطري الاول يكاد ان يختفي، فنحن اليوم نرتاح لمن نجهلهم ونسكب ذاتنا واسرارنا لهم، بعد ان نتحجب مثلهم بحجاب المجهول ونرتضيه، فحتى نحن لم نعد اليوم نحن!.
أضف تعليق