ليس بيننا من لا يسمع الأغاني ويرى الأغنيات ..حتى إذا كان يتحاشاها ولا يذهب إليها ..تأتي هي إليه ..في أي مكان عام ..في الأسواق ..في صالات الإنتظار بالمستشفيات والمستوصفات ..في المطار ..في محل يبيع الأحذية ..ويسمعها الكبير والصغير ..الرجل والمرأة ..المراهق والمراهقة..وتدخل كلماتها قاموس الأمثال الشعبية ..والإستخدامات اليومية ..ويتم تذكرها وإستدعاءها في المواقف التي يتعرض لها الواحد منا.
توني عرفتك زين تلعب على الحبلين..جيفجان جيت اليوم يالقاطع..إن مر يوم من غير رؤياك ..ياناسيني وإنت على بالي ….كلها كلمات أغنيات لمطربين غنوها فدخلت القاموس ..
شخصيا لم أتفاجأ حين سمعت أغنية لمطربة تقول فيها ..يلعن أبو الحب لا بو جده ..ولكن شعرت بالأسف أن يغني عبدالله الرويشد أغنية فيها ..إعن بودارك ..أي ألعن بودارك..وإذا كان خبراء الإقتصاد ومحللوا الأسواق يقولون أن البورصة هي مرآة الإقتصاد ..فإنني أزعم أن الأغنية هي مرآة ثقافة البلد.
وبصراحة إذا كان فنان كبير بمنزلة ومكانة بوخالد ..سفير الأغنية الخليجية ..والذي وصلت شهرته وتألقه أقصى بقعة في البلاد العربية بل ويعرفه طفل صغير في قرية صغيرة في أبعد بلد عربي ..إذا كان بوخالد يغني أغنية هذه كلماتها ..فماذا نتوقع من الآخرين ..خاصة من المغمورين الباحثين عن الشهرة..نقول ذلك رغم إقرارنا بتاريخه المشرف.
واضح أن الأغنية العربية التي تشهد تراجعا في جميع أضلاع مثلثها ..سواء الكلمة أو اللحن أو الأداء .. والتي بدأت تتحول إلى عروض رقص وإستعراض في الفضائيات ..تحتاج إلى ثورة ربيع شبيهة بثورات الربيع العربي التي تحركت بفعل فوري شعبي عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي وأطاحت بعروش قادة جلسوا على كرسي الحكم لسنوات طويلة..فهل ننتظر إمرأة تصفع مطرب على مسرح ..فتنطلق الشرارة .
أضف تعليق