كتاب سبر

إلى معالي رئيس الحكومة مع التحية

سأدخل في صلب الموضوع مباشرة من بعد اذنك ولو أنني أعلم أنك تعودت على بعض الديباجات المبجلة والمفخمة ولكن لا تقلق سأحشوا المقال ببعض منها إن كان هذا يرضي معاليكم..
ترشيد الإنفاق هو شيء ضروري وفي كل وقت وليس فقط عند نزول سعر النفط..” لقوله تعالى ولا تسرفوا..”
ولكن يا رعاك الله.. ترشيد الإنفاق يكون في الأمور التي لا تستحق أن نصرف عليها المال وهي كثيرة بالمناسبة  في الكويت..
أما أن تبخل الحكومة على مريض يحتاج العلاج بالخارج لتردي الخدمات الصحية في الكويت بحجة الترشيد فهذا رعاك الله ليس ترشيدا للإنفاق إنما هي محاولة للتضييق على المريض لعدم الذهاب للعلاج بالخارج..
نحن نعلم رعاك الله أن المرضى الحقيقين الذين يستحقون العلاج في الخارج عددهم ليس كبيرا ولكن الفساد في ملف العلاج بالخارج والذي تساهم الحكومة فيه بنسبة تسعين بالمية (وباقي النسبة للبرلمان ) هو الذي ساهم بزيادة عدد المرضى بشكل كبير مما نتج عنه أرقاما كبيرة في ميزانية العلاج بالخارج وهذا كله لاذنب للمريض فيه لا من قريب ولا من بعيد..
هي مشكلتكم انتم طال عمرك وأبقاك ذخرا للأمتين العربية والإسلامية فلماذا تحملون تبعات عجزكم عن حسن إدارة ملف العلاج بالخارج على كاهل المريض..
هل تعلم يا رعاك الله لو بعثتم المستحق للعلاج بالخارج فقط وركز طال عمرك على ” فقط “دون مجاملة فلان وعلان ودون مساومة هذا النائب وذاك، أنك لن تحتاج لتخفيض مخصصات المريض ومرافقيه لأن العدد سيكون قليل جدا..
أما أن تعجز معاليك عن محاربة الفساد في ملف العلاج بالخارج فتذهب إلى تخفيض مخصصات المريض فهذا أمر جانبه الصواب..
لقد تمت دراسة مخصصات المريض بالخارج عن طريق الحكومة ووزير الصحة حين ذاك حسب ما اذكر هو الدكتور محمد الهيفي وخلصت الدراسة إلى أنها لا تكفي فقامت الوزارة بزيادتها وهذا الكلام من ثلاث سنوات فقط فمالذي تغير !! نزول سعر النفط !! هذا ليس عذرا لتبخلوا على مريض يحتاج للعلاج اتركوه يموت بكرامته في وطنه افضل من ان تبعثوه للخارج ليعيش في عوز وحاجة..النفط ماهو إلا سلعة يرتفع سعرها وينخفض ومن الممكن أن يوجد لها بديل في المستقبل فتصبح هي والعدم سواء فما أنتم فاعلون حين ذاك!!! 
 النفط كان مرتفعا لسنوات طوال إذا كنتم رعاك الله أنت ومن سبقك لم تحسبوا حساب لمثل هذا اليوم كما لم تحسبوا حسابا لأمور كثيرة!!  فهذا سوء إدارة منكم فلا تحملونا ما لاذنب لنا فيه.
وفي الختام سلام
 الكاتب / علي العجيل

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.