كتاب سبر

أريد الله يبين حوبتي بيهم

هذه أغنية للمطربة العراقية عفيفة إسكندر أصدر صدام حسين أمرا خلال الحرب العراقية الإيرانية بمنع إذاعتها في التلفزيون والإذاعة بعد أن كثر طلب إذاعتها من قبل العراقيين ..تعبيرا عن رغبتهم ودعائهم لله بأن يريهم حوبتهم بصدام وعصابته . 
العراق اليوم ليس أفضل حالا من زمن صدام ..فالبلد ليس فقط ممزق كل ممزق ولا يعيش إحتقانا طائقيا فحسب..بل تجاوز ذلك إلى وجود مجموعتين ترتكب يوميا أبشع الجرائم من مجازر وجرائم قتل جماعي على الهوية ..الأولى مجموعة من الأحزاب وفرق الموت والدمار التي رضيت أن تكون تابعا خانعا وعبدا مطيعا لإيران ..
والثانية مجموعة من الأحزاب وفرق الهلاك والرعب التي إختطفت الدين ولبست عمامته وسمت نفسها ظلما وزوراا دولة الخلافة ” داعش “
إذن الأمر ليس خلافا عقائديا بين السنة والشيعة فهم عاشوا في العراق جنبا إلى جنب لقرون لم نسمع أو نرى مذابح يرتكبها أتباع هذا المذهب ضد الآخر بل كان هناك تعايشا سلميا ومحبة ووئام ..كان السني يدخل إلى الحسينية مع صاحبه الشيعي ويتأثر ويبكي وهو يسمع الخطب والدروس التي تشرح إستشهاد الإمام الحسين عليه السلام .. كما كان الشيعي حريصا على إحترام عقيدة السني.
ماذا حدث في العراق بعد سقوط الطاغية ..ولماذا يحدث كل ما نراه ونسمع ..هل العراقي الأن هو نفسه إبن وحفيد ذاك العراقي المتسامح ..هل تستطيع إيران بسهولة أن تخلق مشاعرالكراهية والحقد في نفس الشيعي ..وهل من السهولة أن تجمع “داعش ” حولها عشرات الآلاف من السنة ..
فعلا صدقت عفيفة إسكندر حين قالت :-
أريد الله يبين حوبتي بيهم



بقلم | سعيد توفيقي | 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.