كتاب سبر

صراع الفصائل .. وصرخات المستضعفين !

لا يخفى على أحد الصراع الدائر حاليا بين الفصائل في الشام وكأن بشار قد أطيح به ، وكأن طائرات روسيا قد تحولت إلى فراشات في عز الربيع ، وكأن الحرس الثوري بات عاجزا عن مسك زمام الأمور في المنطقة !!
وأين موقع المستضعف من هذا الصراع الدائر ؟… يبدو أن تلك الفصائل لا تعرف عنه شيئا ، فالمستضعف هنا مجهول الموقع ، ومجهولة كمية الدماء تلك التي يستنزفها هو وأطفاله بفعل براميل بشار وصواريخ روسيا !! …مع أن لولا هذا المستضعف لما تشكلت الفصائل وظهرت من عدم ، ولولاه لما عرفهم الناس ، ولولاه لما تبختر بعضهم أمام الغرب وأمام الدول العربية يستعرض فيه نفسه للفت الأنظار ناحيته !
يا أيتها الفصائل ، أنتم اجتمعتم لنصرة المستضعف وعندما احتضنكم هذا المستضعف ورفع ذكركم عالياً، انساكم الغرور والأطماع وحب الجاه هذا المستضعف ومن معه بعدما ضربت الفرقة بينكم لاختلاف مصالحكم ولحب الرئاسة !!… فقد أصبحت الهدنة الآن ملاذا لنهاية كانت ترجوها بعض الفصائل ، وأصبح نجاح الهدنة من عدمها يتوقف على قصف الروس والنظام لتلك الفصائل وليس متوقفاً على تلك الدماء والأشلاء التي انتثرت في أرجاء سوريا بعد ساعات من إعلان سريان الهدنة !… وها أنتم الآن قد بدأتم تغلقون الجبهات مع الأعداء وتحرصون على فتحها فيما بينكم .. وسخرتم “الأبواق الآدمية” لنشر الفتنة ولضرب بعضكم البعض ، ولم تسخروها لنصرة المستضعف ! .. فأين حماسكم القديم الذي تحول فجأة من كسر سلاح العدو إلى كسر رماح وسيوف وخناجر كانت في صدور ونحور وخاصرة النصيرية وحزب الله والحرس الثوري الإيراني وبقية الميلشيات العراقية والأفغانية الطائفية !!… 
وأين منظّر الثورة السوري والعربي،  اللذان تركا الروسي والأفغاني والعراقي واللبناني ينهش في جسد المستضعف، واستحضرا شياطين الأرض كلها ليلصقاها بالمجاهد العربي والمسلم الذي لبّى نداء المستضعفين وجلبته صرخاتهم ؟!… فيا أيتها الفصائل ، هل من سبيل إلى ركن مشاريعكم جانباً إلى حين الانتهاء من بشار ، ومن طرد الروس وإيران وحزب الله من سوريا والحفاظ على بقية الشعب السوري من الإبادة ؟.
ختاماً ، إلى كل فصيل ثائر ومجاهد وإلى كل من ادعى الحرص على حماية المستضعف وهو بالخارج .. أود تذكيركم ، قبل التفكير في أنفسكم ومصالحكم ، فكروا أولا بجثث الأطفال التي تملأ الشوارع السورية وهي مقطوفة الرأس ومبتورة الأطراف … فإن كان فيكم ذرة من الحياء فهذه المناظر كفيلة بنبذ خلافاتكم ومدعاة لتوحدكم ضد الأعداء الذين جذبتهم رائحة دماء هؤلاء الأطفال.
‏@ibn_khumyyes

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.