يتساءل القارئ، لماذا كثر الحديث هذه الأيام عن الصراع الخفي علي رئاسة مجلس الأمة القادم؟ وما الذي جعل العجلة تدور ويصبح حديث الدواوين؟ هناك آلة اعلاميه بدأت بالدوران من خلال الصحافة أو من خلال السوشال ميديا يلاحظها اغلب المهتمين والمتابعين للشأن السياسي في الكويت.
ان التحركات التي بدأت تطفوا علي السطح، لا شك هي بين جناحين رئيسيين تجمعهم الكثير من العوامل المشتركة. بدأت من العائلة، فهم أبناء عمومة، حتي لو كان من بعيد ومن ثم القطاع التجاري الذي يتنافسون عليه وموقف الغرفة التجارية مرورا بالدائرة الانتخابية الواحدة، والتي يتقاسمون أغلب عائلاتها سواء بالقربي أو الجيرة او حتى التداخلات الأخرى، إذن علي الجميع ان ينتظر ليشاهد تطورات التنافس والحرب التي ستدور قريبا بينهم سواء الخفية أو المعلنة لكسب ود السلطة، أولاً ومن ثم الغرفة التجارية ثانيًا أما ما عدا ذلك فهم بالنسبة لهم مجرد كومبارس لا يغني ولا يسمن من جوع.
فالغرفة التجارية سيكون لها موقف من حسم الصراع وهي لم تحسم قرارها بعد ولا يظن البعض بمجرد وجود العم بو مرزوق علي رئاستها قد حسم الأمر لابنه أبدًا، فهناك حسابات أخرى وصراع مصالح محتدم داخل أروقة مغارة علي بابا ستتضح معالمه عن قريب، فقط عليكم الانتظار ومتابعة الأحداث، فصراع أبناء العمومة كونه عائليا فهو ايضا مناطقيا ورياضيا واقتصاديا وسياسيا لكونهم يتقاسمون النفوذ في كل ما ذكرت.
إذن كيف سيكون الصراع؟ وما هي أدواته؟ وكيف سيتم التفكير في حسن الإدارة والمناورة؟ ومن ستلعب الظروف المحيطة في صالحه؟ هذا ما سترونه في قادم الأيام. فالعنصر التجاري وعائلاته أتوقع انه سيكون في صالح محمد الصقر لعدة اعتبارات، منها الضرر الكبير الذي وقع عليه خلال السنوات العشرين الماضية وتهميشه، كون المسار صب في صالح عائلتين فقط وهما الخرافي والغانم متمثلة في ثلاثة محاور أبناء محمد الغانم، وعليه تجمدت مصالح اغلب الأسر التجارية ولم تعد تتنافس بشرف كما كان سابقا، إلا بالشيئ اليسير او لنقل الفتات رغم انها ملايين ولكنها في اعينهم مجرد ملاليم.
وهنا اعتقد ان الكفة ستميل لمحمد الصقر كونة وريث اعرق أسرة تجارية وسياسية في الكويت علي الإطلاق، عندما لم تعرف اغلب الأسر التجاريه الحاليّة أبجديات العمل التجاري، أما الناحية الأخرى الرياضية والشبابية فأعتقد ان مرزوق له اليد الطولي بها، وأيضًا سيستفيد من وجود أشقاءه خالد وفهد بطريقة كبيرة كونهم يملكون قاعدة لا يستهان بها من الجيل الحالي، وأيضًا لقربهم من الناس وعلاقاتهم المتميزة والتي لا تجد هناك من يختلف مع هاذين الشابين الديناميكيين، أولًا علي طيب معشرهم وتداخلهم مع الناس، وثانيا لرقي أخلاقهم بالإضافة إلى استغلالهم لشركاتهم في توظيف وخدمة الشباب الرياضي الذي لم يكن عشوائيا أبدا، وتسجيل الكثير منهم في سجلات الانتخاب في الدائرة الخاصه بمرزوق.
اما بالنسبة لمحمد الصقر، فهو شخصية سياسية وتجارية وإعلامية كبيرة، وتملك من الإمكانيات الشيء الكثير علي جميع الأصعدة ويملك الكاريزما المناسبة للشخص القيادي المتمكن الواثق بقدراته والشجاع في مواقفة المعلنة وغير المعلنة والذي يقاتل من اجل قناعاته حتي انه من الممكن ان يصل الي ابعد مديات التحدي لتحقيق ما يصبوا إليه بل ايضا الرجل متمرسا في موضوع الانتخابات والتربيطات والوعود والمصالح وهذا ما يشكل عبئا علي مرزوق المتضرر من الصراعات الخفيه التي ستحصل في المناطق المشتركه بينهم.
فالدائرة مقسمه بإمتياز وهناك مرشحين ليسوا بالسهولة التي تتوقعها الناس فعلي الراشد له قواعده في منطقته الام القادسيه والعدسانه يملكون قدر لا يستهان به في النزهه والفيحاء للسلف والنجادة دور كبير للصراع فيها والصليبخات لعنزة والباقي سوق مفتوح ومفاتيحها لمن غلب واتوقع ستكون ساحة للصراع بين الفريقين ايضا، إذن الصراع سيصبح علي المفتوح ومن عنده القدرة من الاثنين الصقر ومرزوق علي كسب ود الضاحيه والشامية والشويخ سيكون هو الرئيس القادم.
ان ذكاء محمدالصقر يكمن في عدم خوضه الانتخابات الماضيه وترك الساحه. تطبخ علي نار هادئه لتسير في صالحه وهذا إنما يدل علي قراءته الصحيحه لما رأيناه من مجلس مهلهل ليس له انياب مجرد أدوات لم يشعر بها الشارع الكويتي ولم يحفظ حتي اسماء الاغلبيه منهم.
اما مرزوق الغانم فلا يمكن ان نبخسه حقه أبدا رغم انه حرق المراحل بوصوله مبكرا لسدة الرئاسه والتي اعتقد انها اضرت بمسيرته اكثر من نفعها المؤقت، فوجوده نائبا كان افضل من وجودة رئيسا والدليل مواقفه السابقه التي كانت تصب في صالح الشعب ولكن منصب الرئاسه الذي استعجل عليه له حسابات اخري معقدة وثمن يجب ان يدفع ولهذا سار في ركب ما عجل في امتعاض الكثيرين ممن كانوا يرونه سياسيا فذا واعدا.
قد يكون لا يلام احيان فزخرف المنصب بوجود أعضاء لم يحلم اغلبهم ان يصبح مدير ادارة وجدوا بسعادة الرئيس الملاذ الامن لهم عند السلطه وعند ترتيب امورهم الاقتصاديه قبل فوات الاوان
بالاضافة الي شعورهم امامه بالضعف وعدم القدرة علي مجاراة مرزوق سواء من ناحية القدرات والكاريزما او من نواحي اخري كثيرة جعلت من المجلس وكأنه مجلس مرزوق فقط والباقي مجرد كومبارس وأدوات ستهمل قريبا بعد ان تكون أدت الدور المراد منها وهذا حتما ليس ذنبه.
هذه قراءة بسيطة من وجهة نظر شخصية تحتمل الصواب والخطأ. علما بأنني أتمنى ان يكون هناك رئيسا نصيرا للشعب الذي طال انتظاره ليرى الكويت أجمل بلاد الدنيا، بدلا من همه الوحيد مصالحه الشخصية وليعيد للدستور اعتباره ولقاعة عبدالله السالم بريقها.
إذن علينا الانتظار لنري نتيجة هذا التنافس الذي اتمني ان يكون شريفا وبروح رياضيه كون المتنافسين أبناء نادينا الحبيب نادي الكويت الرياضي.
ودمتم
بقلم.. سلطان المهنا العدواني
أضف تعليق