قبل أن نتكلم عن سبب الإنسحاب يجب أن نتساءل عن نتائج هذا الإنسحاب على الأحداث في سوريا وعلى نظام الأسد وعلى الثوار في الأرض وعلى مباحثات جنيف.
أعتقد أن الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على جميع التساؤلات السابقة.
السؤال الصعب ليس الإنسحاب ولكن لماذا الإنسحاب الأن؟
إن من أسباب الإنسحاب الروسي قبل أن نخوض في لماذا الإنسحاب الأن هو إنقضاء سبب التدخل الروسي.
تدخل روسيا أساساً للضغط على أمريكا والغرب بعد أحداث أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إليها مما أدى إلى قطيعة مع أمريكا والغرب مما ترتب عليها فرض عقوبات على روسيا. واستطاعت روسيا بتدخلها أن تضع لها قواعد عسكرية في المنطقة.
وتمكنت من أن تجعل أمريكا والغرب يجلسون معها على طاولة المفاوضات بعد فرض الأمر الواقع على الأرض السوريه.
ولكن لماذا الأن تم الإنسحاب؟
أمريكا والغرب قرروا أن ينهوا الصراع في سوريا فكان لابد من أن يكون هناك تفاهمات مع الروس.
أما أسباب إستعجال أمريكا والغرب في رغبتهم إنهاء الصراع في سوريا الآن فنوجزها في هذا المقال
– قضية اللاجئين السوريين أزعجت الغرب كثيرًا وسببت لهم إحراجاً دولياً بل قد تسبب في سقوط حكومات بسبب ضعف التعامل مع هذا الملف والذي أصبح أشبه بكابوس لهذه الأنظمة
وما قد يترتب عليه من ميزانيات غير معروف تكلفتها بسبب الاعداد الكبيرة من اللاجئين وكذلك أثرها على التركيبة السكانية لهذه الدول وخوفهم من فوبيا الإسلام.
– انتشار الفصائل الجهادية على الأرض السوريه ينذر بكارثة بالنسبه للغرب لأنه قد يمتد إلى خارج سوريا وخاصة دول الجوار ومنها إسرائيل والتي تعتبر بالنسبه لأمريكا والغرب خط أحمر وقد يتسبب في تسلل جهاديين إلى الكيان الصهيوني وعمل عمليات فدائية داخل كيانهم او تهريب السلاح إلى الفصائل الفلسطينية في الداخل. علما بأنه حدثت مناوشات مع الإسرائيليين في منطقة القنيطرة سابقا.
– مناورات رعد الشمال والحشد العربي والإسلامي الذي استطاعت المملكه العربيه السعوديه أن تجمعه في وقت قصير. بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في اليمن ووقوفها أمام التمدد الإيراني في المنطقة كل هذا جعل أمريكا والغرب ينظر إلى المملكة إلى أنها لاعب اساسي وقوة إقليمية في المنطقة ولا يستبعد تدخلها المباشر في سوريا.
– الممارسات الإجرامية للنظام السوري والروسي ضد الشعب السوري الأعزل زاد من نقمة الشارع العربي والإسلامي وقد يؤدي إلى نتائج لاتحمد عقبها.
– إنهاك جميع من في الساحة السوريه سواء النظام أو المعارضة بعد حرب دامت خمس سنوات قد يؤدي إلى القبول بأي حل سياسي ينهي الحرب بشرط أن لا يكون فيه للأسد دور.
– الحل سيكون بتشكيل حكومة إنتقالية لمدة لاتتجاوز الست شهور ثم تكون إنتخابات برلمانية دور أعضائها وضع دستور جديد للبلاد.
تعقبها إنتخابات رئاسية جديدة ثم تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها جميع من قبل بالحل السياسي.
وأعتقد جميع الفصائل الموجودة على الساحة السورية اليوم سوف تقبل بالحل السياسي الذي ينهي الحرب وينهي حقبة حكم الأسد والطائفة العلوية لحكم البلاد.
وقد يسأل سائل أين داعش من كل ذلك!
نجيبه إن داعش عبارة عن بالون تم إعطائه أكبر من حجمه وفي الوقت المناسب سينفجر ويتلاشى ولن يكون له أي وجود يذكر في الساحة.
أعتقد ان الأيام القادمة ستكون حبلة بكثير من الأحداث الكبيرة والإجابة على الكثير من الأسئلة.
أضف تعليق