ليس المهم أن يشارك هذا التيار السياسي أو ذاك في الإنتخابات المقبلة لمجلس الأمة أو يقاطع ..إن المهم بل الأهم أن يحصل المواطن الناخب ( ذكرا وأنثى ) على إستقلاله التام من ” إحتلال ” التيار السياسي لإرادته وتفكيره .
قد يكون ما سبق مجرد تنظير موغل في اللاواقعية خاصة وأن كثيرا من التيارات السياسية هي في الأساس ” مولود طبيعي”خرج من رحم الأمة وإنها على تواصل دائم ومستمر معها من خلال الندوات واللقاءات العامة أو الزيارات المتبادلة في الدواوين..بالإضافة إلى المشاركة والتواجد في المناسبات الإجتماعية أفراحا وأحزانا..ولكن في واقع الأمر فإن كثيرا من التيارات السياسية إختزلت أفكارها ورؤاها في أشخاص نصبت نفسها زعامات لعبت على مدى سنوات طويلة دور المجسد لتلك الرؤى والآمال حتى أصبحنا نرى ونعيش واقعا يعاني من خلل يتمثل في “شخصنة ” التيار السياسي ” ..أي بمعنى لا نرى في التيار السياسي أفكارا وقيما بقدر ما نرى على الحائط صورا لزعامات إلتصق بهم المؤيدون إلتصاق الظفر باللحم.
كثير من التيارات السياسية بعد غياب رموزها المؤسسين أصبحت خارج الميدان ولم يعد لها تمثيل في البرلمان ولا حتى في المجالس المنتخبة الأخرى مثل إتحادات الطلبة أو جمعيات النفع العام الأخرى.
وهذا ما يشير بوضوح إلى أن ممارسة العمل السياسي في الكويت يقوم على قدرة الشخص على خلط ( ربما غير مقصود ) تجسيد الفكرة بالشخص..وأن ما كان يحدث هو تسلق السياسي على شجرة التيار..لا دعوة الجمهور إلى الإيمان بفكر التيار.. ربما هناك ضغوطات هائلة على الناخب..تعود إلى طبيعة المجتمع..سواء قبلية كانت أم طائفية أم مناطقية ..أو ربما إستغلال العقائد..تجعل قدرته على الإستقلال بفكره وإرادته ومن ثم قراره بإختيار المرشح لتمثيله في البرلمان..تجعل قدرته غير كاملة أو مكتملة ..ولكن هذا لا يعني الإستسلام للواقع المائل.
هناك حاجة ماسة التحرك..حتى يتحقق إستقلال الناخب..من إحتلال الرمز
أيها الناخب ..كافح من أجل الإستقلال
أضف تعليق