كتاب سبر

العدل أساس الملك

قيل للخليفه العادل عمربن عبدالعزيز، ان الناس قد تمردت وساءت أخلاقها ولا يقومها إلا السوط، فقال لهم كذبتم فإنه يقومها العدل والحق.
 
نعم انه الكلام المجرد من التنظير ووصفات المستشارين الزائفه ان كنّا فعلا نبحث عن وصفه لعلاج كل مشاكلنا التي نعاني منها، والتي لم نجد السر المناسب لمكمنها والتي جعلتنا جميعا نَصِيْح ونشتكي من الفساد كبيرنا وصغيرنا وشيخنا ووزيرنا وخفيرنا ولم نري ذلك الفاسد الذي تسبب في لخبطة وبعثرة اجندات الإصلاح.
 
ان كنّا فعلا جادين للعمل علي الإصلاح فعلينا البدء بأنفسنا وبيوتنا اولا وعلي الحكومة والمجلس الابتعاد عن سياسة المهادنة وحب الذات والمجاملة لنستطيع ان نجتاز هذه المعضلة العويصه، رغم شكي وارتيابي علي السير في هذا الطريق الذي يتنافي مع المصالح المتضاربة لأغلب المتنفذين ومافيا الفساد التي تغلغلت في مفاصل الدوله.وهذه تحتاج لفترة طويله جدا لتنظيف ما علق في ثياب الوطن.
اضرب الكبير ليستقيم الصغير. كما قال سيدنا ابوبكر الصديق رضي الله عنه في خطبته الشهيرة. (أيها الناس فأني وليت عليكم ولست بخيركم فإن احسنت فأعينوني وان اسأت فقوموني.. الصدق امانه والكذب خيانه والضعيف فيكم قوي عندي حتي أرد عليه حقه والقوي فيكم ضعيف عندي حتي أخذ الحق منه ان شاءالله).
هذا هو المثال ومربط الفرس وهنا الجديه في تطبيق العدالة، اما ان نري التجاوزات والفساد يستشري وينخر مثل السوس في بلادنا من هنا وهناك ومن كبار القوم وممن اوليناهم ثقتنا من الإخوة ممثلي الأمه ليصبح تطبيق القانون علي المسكين الضعيف فقط، فهذا لن يجدي معاه حل عندما يري المواطن البسيط.
  
كبار القوم يتبخترون ويلوون السنتهم يوميا في ضرب المثل والحكم والمثاليات في الإصلاح ونظافة اليد والتدين المزيف حتي أدي الي عدم مبالات الناس بما يشاهدونه يوميا من تجاوزات لا يخرج علينا جماعة الله لا يغير علينا ويقولون أين الفساد؟
  
يكفي نظرة عابره.  للشويخ الصناعية والشاليهات والمناطق الحرة والقسايم الصناعية والجواخير والهجن والمزارع المتناثرة شمالا وجنوبا والشواطئ المحروم منها الناس وصالات الافراح والجمعيات التعاونية والاندية الرياضية والمكاتب الوهميه في كل المناطق والقائمة تطول فهذا مثال بسيط ليس به جديد وكل الناس تعرفه وتشاهده وتعاني منه في حياتها اليومية.
ان أردنا الإصلاح الحقيقي فلنبدا برسم الخطوط المستقيمة الواضحه والشفافه بوضع  القيادات الشابه التي تخاف الله والقانون. اما ان نضع وزيرا ومسئولا تاجرا وصاحب مصلحه ونقول له اصلح وطبق القانون علي نفسك واسرتك وجماعتك فهذا عبث ليس له معني وضحك علي الذقون.
ان أردنا لبلدنا الخير والنهضة من جديد فعلينا العدل بين الناس وحفظ الحقوق ومحاربة فساد الشيخ والوزير والخفير فيكفي ماذهب من هدر للمال والجهد والطاقات الشبابيه بأسم اللجان والإصلاح الوهمي والكلام المنمق. 
يكفي سرقة أحلام أولادنا في التمتع في خيرات بلادهم في ظل وجود الخير الوفير ونعمة الأمن وألامان والاستقرار الذي نرفل فيه، فيكفينا هموم ومشاكل وتحلطم. وعلينا ان ننظر للجانب المشرق والإيجابي في بلادنا ولا نفقد صبرنا وأملنا   فالأشياء الجميلة لا تأتي دائماً الا بعد المعاناة. 
ودمتم. 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.