كتاب سبر

لحية وحجاب .. وجهل وحقد

مخطئ من يظن أننا كمسلمين في غالبيتنا العظمى نعيش أسرى للماضي، وأننا نكبل أيدينا وأرجلنا بقيود وسلاسل تعود إلى أربعة عشر قرنا، وأن تلك القيود والسلاسل هي التي تعيق مجتمعاتنا وبلداننا من التطور والتقدم وتمنعنا من الدخول إلى القرن الواحد والعشرين.
نقول أنه مخطئ لسبب واحد أن ما حدث قبل أربعة عشر قرنا حين بعث سيد البشر محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام خاتما للأنبياء والرسل ..أن فجرا جديدا بزغ على البشرية فجر باق ما بقي الوجود..فجر جاء بمنهاج رباني هو منهاج حياتنا فهو ليس ماض بل هو يوم جديد لكل جيل من البشر حتى يرث الله الأرض ومن عليها نبدأ به يومنا منذ اللحظة الأولى التي نفتح بها أعيننا ونقول “الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور”..إلى اللحظة التي نأوي بها إلى فراشنا في آخر اليوم ونقول “بإسمك اللهم وضعت جنبي وبإسمك اللهم أرفعه “، وما بين اللحظتين يوم كامل نعيشه ونجمع به بين متطلبات الواقع المعاش وبين ما تأمرنا أحكام الشريعة.
لم يمنعنا ديننا الحنيف من الأخذ بأسباب التقدم والرقي، بل على العكس جعل طلب العلم جهادا في سبيل الله والعمل به لصالح الناس تقربا إلى الله. من قال أن الطبيب المسلم التقي المجتهد في عمله لا يمكن أن يجعل عمله جهادا في سبيل الله ..وكذلك الأمر بالنسبة للمهندس والمعلم وعامل النظافة وغيرهم من أصحاب المهن الشريفة.
لماذا يستهزئون من طبيب ملتح أو أستاذة جامعة في الفيزياء متحجبة؟.. ولماذا يصرون على أن يرجعوا كل تصرف خاطئ يصدر من ملتح أو محجبة إلى لحيته وحجابها؟
ألم يقرأوا الحديث الصحيح”أقربكم إلى الله أنفعكم للناس”.. أم لم يقرأوا الحديث”أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا”
لست أخشى على الإسلام من أحد كخشيتي عليه من أهله..من متباعد متحامل ومتطرف جاهل. 

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.