هناك إنتماءات لا يملك المرء أن يغيرها أو يتخلى عنها..رغم مرارة الألم التي تحدثها في أوقات معينة ولأسباب محددة.
نعم أنا عرباوي متعصب حتى النخاع ..أخذت هذا الحب من أخي الكبير ..بل كان يسقيني إياه “ماءا باردا ” على عطش حارق في يوم قائظ ..وماءا دافئا في كل مرة أحس فيها بألم الإحتقان في البلعوم ..
كبرت وكبرت معي كل خلايا جسمي وأعضاءه..كما كبرفي قلبي حب النادي العربي ..كانت فرحتي بالإنتصارات التي يحققها خلال السبعينات والثمانينات (وياكثرها) لا تعادلها أية فرحة أخرى.
ولأن الأيام دول بين الناس والأمم والأندية..ودوام الحال من المحال..سحبت كل بسط (جمع بساط) الفوز من تحت أقدام الأخضر..وتناوب الملكي الأصفر..والعميد الأبيض..على منصات الفوز..تاركين لنا في العين دمعة حزينة..وفي القلب لوعة حارقة..تزداد في كل مرة يقف على المنصة طارئ عليها..وتوارى”حبي الكبير” وراء جدار الفشل ..ومعارك ” الأخوة الأعداء ” و ” المذهبية ” .
دخل النادي وإستقر فيه كل شئ يرمز إلى غياب الروح الرياضية في قلعة كانت دائما عنوانا ل ” الأخوة النقية ” و ” الحب الصادق” .
أختطف النادي من أناس نعزهم ولكن لا يعزوننا..نحبهم ولا يحبوننا .
اللهم أعد إلينا أخضرنا كما كان ..للجميع ..فمهما كانت الظروف سيئة..لا يمكن للمرء أن يغير جلده.. والعرباوي لا يمكن أن يغير لون قلبه..أخضر.
أضف تعليق