لا يرتفع ضغط الكويتي ويتعكر مزاجه لأم كما يحدث له حين يسمع عن مشروع تنموي جديد في دبي أو قطر أو السعودية ..فيتحسر على حال بلده.
ولا ينكسر قلبه، وتفقد بطارية همته معظم قوتها كما يحدث له حين يخرج مسؤول بارز في الأسرة الحاكمة في إحدى تلك الدول فيتكلم عن خطط حكومة بلاده للسنوات العشر المقبلة أو الخمس عشرة ..أو أكثر أو أقل..فين؟
كل ما تعب من أجله الآباء والأجداد منذ الأربعينات والخمسينات وحتى قبيل الغزو العراقي، وكافحوا ونافخوا، وسال الدم والعرق منهم وهم يضعون الأساس المتين لوطن أرادوه قويا رائعا، ويعبدون الطريق ليسير عليه البلد وأبنائه”راح بالكازوزه”؟ وصارت الأغلبية (أعوذ بالله أن أقصد الأغلبية النيابية السابقة ) إنما أقصد الأغلبية من أبناء الشعب وخاصة من فئة الشباب..صارت الأغلبية تنظر إلى الجالسين في الصف الأمامي في قاعة عبدالله السالم بعين الشك وعدم القدرة على إدارة “سكان سيارة التنمية”.
والأمثلة والشواهد كثيرة، لا جامعات متكاملة،لا مطار، لا شركة طيران ترفع الراس، لا شوارع ..وسرقات ورشاوي وواسطات..تعيينات عشوائية ..ترقيات عالمزاج ..وغيرها الكثير من أمثلة الفشل …هم ليس لديهم الوقت ولا يعنيهم أن يبحثوا عن الأسباب.إن كان الماضي ( الحكومات المتعاقبة ) يتحمل الجزء الأكبر، أم الحاضر ..هم يريدون وطنا يشعرهم أنهم أبنائه ولا يفرق بينهم.
إنتبهوا أيها السادة .. فإنكم تخطئون إذا كنتم تظنون أننا نعيش زمنا كما كان ..اليوم لم يعد 24ساعه ولا السنة 365يوما إنهما أقل من ذلك ..أقل بكثير .
إنتبهوا أيها السادة .. إصلاح الوضع في الكويت أكثر تعقيدا من ..بلدان الربيع العربي ..فالشعب عندنا لن يقترب من المساس بالثوابت التي يقوم عليها المجتمع منذ نشأته ..نظام الحكم ..أمر ليس خط أحمر فحسب ..بل هو حائط من نار ..ولكن هذا الأمر يجب أن يقابله التغيير من الداخل ..التغيير الإيجابي من الداخل ..فالبلد لا يحتمل إحباط ويأس جيل الشباب .. إنهم جيل ” الأغلبية الأنيابية “.
أضف تعليق