الصراع الرياضي الكويتي هو بالأساس صراع شخصي، تطور إلى صراع سياسي انتهى إلى انقسام شعبي ما بين مؤيدين لهذا الطرف ومؤيدين لذلك الطرف، بل حتى الذي لا ينتمي للمعسكرين فإن أتباع الطرفين كل منهم ينسب (الكافي خيره شره) لمعسكر الآخر لأنه قد لا يؤيد مواقفهم وقراراتهم، أو لا يهاجم الطرف الخصم لهم!
وبعيدا عن مشكلة الرياضة وأسبابها ومن المسئول عنها فإننا هنا لن نناقش ذلك، بل سنناقش قدرة الثلاث أشخاص الذين هم اليوم في واجهة هذا الصراع لنرى مدى قوة وضعف كل منهم..
مرزوق..
هو رئيس سلطة يقابل رؤساء الدول ويجتمع مع المؤسسات والمنظمات الدولية ويقابل رؤساء البرلمانات العالمية، وله أيضا علاقاته واتصالاته الدولية الرياضية، فهو كان داعم رئيسي لملف ترشح بن همام لرئاسة الفيفا قبل أن يتهم بتقديمه رشاوي ويستبعد..
مرزوق يسافر على رأس وفد كبير يكلف خزينة الدولة الأموال الكثيرة، ويصور مع هذا ومع ذاك، وبعد العودة يخرج للإعلام يصرح للشعب بوعود لا يمكنه تحقيقها ولكنها بيع كلام ووهم، ومثال على ذلك تصريحه دخول الكويتيين للدول الأوربية بدون فيزا الشينغن.
مرزوق.. يتحدث كثيرا عن الرياضة ومن أن هناك من يستخدم علاقاته لإحراج الكويت واستمرار إيقافها، رغم إن من المفترض أن يكون هو صاحب العلاقات الواسعة وصاحب الوعود الصادقة، كونه وحسب منصبه يمكنه أن يفي بالوعود والعهود الذي يقطعها على نفسه التي سيعد المسئولين بها، كوقف التدخل الحكومي بالرياضة وإقرار قوانين لا تتعارض مع القوانين الدولية، ولكنه لم يفعل!
وكذلك لم يستخدم مرزوق علاقاته الخاصة والشخصية في محاولة إقناع الدول الذي (يفسفس) فيها أموالنا من اتخاذ موقف صريح برفع الإيقاف الرياضي عن الكويت!
جابر..
هو أيضا رئيس سلطة يتنقل من دولة لأخرى، يوقع اتفاقيات مع هذه الدولة وتلك، يقدم تبرعات للعديد من الدولة، رغم إنه يطالب الشعب بالتقشف وشد الحزام وعدم الإسراف..
يسافر بوفد كبير ومعه إعلامييه ليغطوا فعاليات سفرياته وتوقيعه للعقود والمعاهدات، وهو أيضا يقابل رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء ومستشارين، وكل المنظمات والمؤسسات والهيئات الدولية، ومع ذلك لم يتمكن من إقناع دولة واحدة بصحة موقف حكومته في الملف الرياضي، ولم يطالب هذه الدول الذي يدعمها ماديا بموقف واضح وصريح بالموافقة على رفع الإيقاف الرياضي عن الكويت عند مناقشة هذا الملف في الاتحاد الدولي!
أحمد..
لا يمتلك أي منصب، يسمّى في دولة دار التجار بـ(راعي النحشة) ويعايرونه بـ(اعتذاره) يصفونه بالجبن والضعف، لكنه متهم بأنه وراء إيقاف الكويت واستمرار إيقافها بإقناع 173 دولة للتصويت ضد رفع المنع عن الكويت!
يا مرزوق وجابر..
يا من تمتلكون خزائن الدولة وملياراتها..
يا من تمتلكون صفة رسمية يمكنكم من خلالها مخاطبة كل الهيئات والمؤسسات والمنظمات العالمية..
أليس من المعيب أن يتمكن شخص ضعيف جبان (راعي نحشة) من تجيير أصوات دول العالم لصالحه وحسب هواه، وأنتم بكل سلطاتكم وأموالكم التي تنفقونها كتبرعات ومنح وتبعثرونها يميناً وشمالا تفشلون في إقناع 52 دولة للتصويت برفع الإيقاف عن الكويت ولو بالمال؟!
أليس من المفترض بعد كلام وفدكم الشعبي الذي يرأسه عضو مجلس مرزوق وأتباعه من الرياضيين أن تقدموا استقالاتكم وتطالبون بأن يرأس أحمد (المجلسين)؟
فهو (وحسب كلامكم) تمكن من تجيير أصوات العالم لصالحه دون أن يكلف خزائن الدولة دينار؟
وبحسب كلامكم أيضا فأن أحمد بعلاقاته وكما جيّر أصوات العالم لصالحه بالرياضة يمكنه أن يجيير أصوات الأوربيين لإعفاء الكويتيين من الشينغن..
ويمكنه أن يجعل الكويت تتبوأ مكانة عالمية مرموقة طالما يتحكم بأصوات 173 دولة..
وقد يحقق (الحلم العربي) ويدخل الكويت لتصبح عضو دائم في الأمم المتحدة وتكون الدولة السادسة فيها التي لها حق استخدام الفيتو!
الحمد والشكر لك يا الله على نعمة العقل..
أضف تعليق