أحاسيسها مثل قطرات الندى تروي عطش الأعماق، وتتفتح على أطرافها زهور النوير كأنها الشمس المشرقة، وفي إشراقها تبعث في النفوس كل شئ جميل، روحها نقية تنشر العبق إينما حلت، حتى في إطلالتها تختلف عن الآخرين فليس هناك مايشبهها ليس كمثلها شئ، فهل عرفتموها ؟.
هي كنسمات الهواء الباردة، أو عطر وردة تفتحت على إشراقة ساحرة، أو قطرات ماء يتعلق بها المرء كي يبقى حيا، ثلاثة عقود ونصف مرت منذ إلتقت عينانا أول مرة، ومن حينها لم نفترق تقاسمنا الهموم وأيام الفرح، مثلما يتقاسم الفقراء رغيف الخبز، كم هي عظيمة تلك المشاعر التلقائية المتدفقة كنبع عين.
ما أجمل تلك السنوات التي أستشعرنا ونستشعر من خلالها دفء محبة لم يؤثر بها تعاقب زنمتي الدهر، بل زادهما تمسكا وتألقا، فهاهو شريط تلك الأيام الجميلة يمر أمام ناظر الدهر بكل تفاصيله، فيما تتحول تلك التفاصيل إلى مايشبه حقل ورود ليس له نهاية تحمل عطره نسائم الربيع.
أنت يازهرة التوليب الساحرة يامن تربعت على عرش القلب كل تلك السنوات الطوال، لم يتبقى سوى الذكريات، ما أجملها من ذكريات، كنا بها كعصفورين على غصن شجرة يغردان برسائل الحب غير آبهين بما يدور حولنا، لم نكترث يوما ما بتلك الترهات التي أنشغل بها الآخرين، أو بددوا أوقاتهم من أجلها كانت أوقاتنا لنا وليست لهم رغم محاولاتهم جرنا إلى أجواؤهم.
أيامنا سائرة بحلوها ومرها في نفس الطريق لن تتوقف بتوقف الزمن، فالأجساد الفانية قد يطويها الأديم، لكن الأرواح باقية تهيم في عالم المجهول بإنتظار حصاد أيامها بما حملت، ونحن أنا وأنت لايهمنا إلا كما كنا نكون ، ستبقى مشاعرنا خالدة مشرعة على مرافئ المحبة كما كانت أول مرة.
أضف تعليق