الرياء .. هو أن ينشط المرء في عمل الخيرات إذا كان أمام الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويجتهد إذا أثنى عليه الناس، وينقص من العمل إذا ذمه أحد، وقد ذكر الله صفات هؤلاء المرائين المنافقين، فقال تعالى: {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى.
يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً} [النساء: 142]. فالرياء صفة من صفات المنافقين، والمسلم أبعد ما يكون عن النفاق، فهو يخلص قلبه ونيته دائمًا لله، قـال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) [مسلم].
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه في إحدى الغزوات أن فلانًا سيدخل النار، وكان فلان هذا يقاتل مع المسلمين، فتعجب الصحابة، وراقبوا الرجل ليعرفوا حاله؛ فوجدوه يقاتل قتالا شديدًا؛ فازداد عجب الصحابة، ولكن بعد قليل حدث أمر عجيب؛ فقد جُرح هذا الرجل؛ فأخذ سيفه، وطعن به نفسه؛ فقال له بعض الصحابة: ويلك! أتقتل نفسك، وقد كنت تقاتل قتالا شديدًا؟ فقال الرجل : إنما كنتُ أقاتل حميةً (عزة للنَّفْس)، وليرى الناس شجاعتي، ثم مات الرجل، وصدق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المرائين أول الناس عذابًا يوم القيامة؛ فأول ثلاثة يدخلون النار: عالم، وقارئ للقرآن، وشهيد؛ لأنهم كانوا لا يخلصون أعمالهم لله، ولا يبتغون بها وجهه. يرتبط الرياء بشيء مهم لمجموعة كبيرة تعشق ” الشهرة ” على حساب وطن ومستقبل أجيال والأمر المستغرب هو اندفاع محبي الشهرة و show في اي مجال يدخلون فيه سواء رياضي او فني اوثقافي وغالبا سياسي لذلك سيستمر الفشل حتى الإفلاس في جميع المجالات مادام الأمر مرتبط بالمصلحة الشخصية على المصلحة العامة.. والدليل المهتم بالشؤون الرياضية رياضيين ولكن القيادة ليست لهم والمهتمين بالأمور الثقافية مثقفين وفنانين وكتاب ولكن الإدارة ليست لهم وبالنسبة للمهتمين بالشأن السياسي هم سياسيين ومعظمهم مهتمين بالشأن العام ولكن السياسي امر لايختلف كثيرا عن باقي المجالات لأنه دقيق جداً من حيث الشهادة والممارسة والعمل ونسمع اخر السنوات في الكويت جملة بلد “المليون سياسي” وأنا لا اتفق مع من أطلقها جملة وتفصيلا لأن الفرق كبير بين المهتم بالشأن العام وبين القارئ وبين المتابع وبين المتحدث بلا هدف وبين المعلقين وبين “عشاق الشهرة” الذين اصبح لهم قيمة وهم لا قيمة لهم اجتماعياً وهم أساساً بلا مؤهلات علمية وبلا ثقافة وبلا رؤية وبلا مبادئ وقيم وأخلاق ومستعد من اجل الشهرة ان يتم إعدامه لكي يقول الناس انه “سياسي”!
المسألة ليست رياء واستعراض بطولات وهمية من ورق المسألة هي المهتمين الصادقين يريدون وطن بلا أزمات وكوارث من رياضة ومن سكن ومن تعليم ومن صحة واقتصاد ناهيك عن قضية اخواننا البدون..يريدون الكويت للجميع ليست لفئة او قبيلة او طائفة..يريدون الأمان لمستقبلهم وأبنائهم المسألة هي ان تكون صادق مع نفسك وفق مبادئك وقيمك وإمكانياتك وثقافتك كما كان الصادقين ومنهم المرحوم العم حمد الجوعان الذي قدم التضحيات والوالد العزيز سجين الرأي مسلم البراك ركعة الوتر في السحر ودعاء صادق بالسر هو اكبر وأقوى وأسمى من رياء العلانية اسأل الباري عز وجل ان يحفظ الكويت وان تحل جميع مشاكلها ونفرح بعودة الجناسي لأصحابها والإفراج عن جميع سجناء الرأي، آمين.
أضف تعليق