أمره النبي عليه الصلاة والسلام أن يواري دمه الشريف التراب بعد أن إنتهى من الحجامه..فأخذ الدم وذهب إلى خارج بيت النبوة فشربه ..فلما رآه سلمان الفارسي أخبر النبي فسأله عليه الصلاة السلام عما فعله بالدم أجاب(جعلته في مكان لا يصل إليه أحد).
إنه الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير..أبوه الزبير بن العوام أحد المبشرين بالجنه..أمه أسماء بنت أبي بكر وجده الصديق أبوبكر وخالته السيدة عائشة زوج النبي..وتزوج من إبنة عثمان بن عفان كما تزوج من إبنة الحسن بن علي بن أبي طالب..رضي الله عنهم أجمعين.
دافع بشراسة عن الخليفة الثالث عثمان بن عفان أثناء حصاره في بيته قبل مقتله الذي أشعل فتنة تعيش الأمة إلى زماننا هذا آثارها..كما رفض مبايعة يزيد بن معاوية والذي لاحقه وأراد قتله فلجأ بن الزبير إلى مكة وبقي محاصرا فيها إلى أن مات يزيد وبعد حكم لم يدم سوى أسابيع لمعاوية بن يزيد جمع الأمويون كلمتهم على مروان بن الحكم خليفة للمسلمين..فأعلن عبدالله بن الزبير نفسه خليفة للمسلمين وبايعه الكثيرون في مختلف ولايات الدولة..سوى الشام وأجزاء من العراق فأمر عبدالملك بن مروان، الحجاج بن يوسف الثقفي أن يؤدي مناسك الحج وحين يفرغ منها وينتهي موسم الحج يقاتل بن الزبير ويجبر أهل مكة على الطاعة والإنصياع.
وبالفعل نصب الحجاج منجنيقا ضخما على أطراف مكة وأربعة أخرى أصغر حجما على طرفها المقابل..وبدأ بالضرب والرمي حتى أن بعض الحجارة الملتهبة ضربت الكعبة المشرفة..وإستمر الحصار والضرب لايام فذهب إبن الزبير إلى أمه أسماء بنت أبي بكر يطلب منها الرأي والمشورة فأشارت فقالت إمضي يابني بالحق حتى تلقى ربك..فأبوك الزبير المبشر بالجنه وجدك الصديق أبوبكر وخالتك عائشة زوج النبي..فقال إبن الزبير..يا أماه سيقتلونني وسيمثلون بجثتي.. فقالت الأم كلمتها التي خلدها التاريخ.. وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.. فمضى الإبن ينفذ ما أشارت إليه الأم وقتل ومثل به وعلق جسده على عمود لأيام.
رحم الله عبدالله بن الزبير..فكم في قصته حكم ودروس للأبناء والأباء والأمهات.
أضف تعليق