كتاب سبر

لسنا أعداء لنظام الملالي أكثر مما هو عدو لشعبه

كثرٌ يعتقدون خطأ أننا نقف ضد إيران الملالي لأسباب مذهبية، وهذا غير صحيح البتة، وأول حجج دحض هذا وإبطاله كليا عند أي عاقل أن هذا النظام أضر ببلده نفسها ومن اتبعه واهما بأنه على حق، قبل وأكثر من أي طرف آخر، فالخمينية جلبت لإيران ما لا يعد ولا يحصى من المصائب بسبب سياسة الطيش الخائبة التي اتبعتها على كل صعيد، داخليا وخارجيا، مع شعبها أو مع جيرانها، أو حتى مع البشرية جمعاء!.

جاء الخميني وبرميل النفط بـ 32 دولارا، فصار بـ 7 دولارات!.. جاء الخميني وورث نظام الشاه، وعليه ملاحظات بطبيعة الحال، وجاره نظام حزب البعث وعليه ملاحظات بطبيعة الحال أيضا، ولكنهما كانا (عاقلين) عندما تبلغ الأمور حافة الهاوية، ففي عام 1970 احتلت إيران الشاه جزر الإمارات الثلاث، وقطع العراق علاقاته الدبلوماسية معها، وساد التوتر علاقة البلدين واحتشد جيشاهما عند الحدود ولاحت نذر حرب ضروس، ولكن في اللحظة المناسبة حسب النظامان الأمور بتعقل وحكمة فانتهى كل شيء.

بمجيء الخميني وقبل أن يستقر على مقعده وليا فقيها وإماما للأمة ولأمر المؤمنين، اشتعلت حرب مع العراق دامت 8 سنوات قتل فيها مليون شخص!.. وفي إيران والعراق اليوم مليون معاق بسبب تلك الحرب التي كان الخميني يقسم يوميا أنها لن تتوقف حتى إسقاط النظام وتحرير النجف والانطلاق منها لتحرير المسجد الأقصى!.

بمجيء الخميني ألقى المتمردون من الأحواز السلاح، والتحم مع رجال الكهنوت اللاهوتي جميع أحرار إيران بعد وعود كاذبة قدمها خميني لهم في باريس، ومثلهم فعل الأكراد، والبلوش، والأذريون، لينقلب عليهم النظام جميعا بذات سياسات القهر العنصرية السابقة للشاه بل وبأشد منها.

وعلى الفور احتلت إيران المراكز الأولى العالمية: الأولى بقمع الصحفيين. الأولى بالإعدامات. الأولى باضطهاد النساء. والأولى برعاية الإرهاب!..ثم فعّلت إيران الخمينية مبدأ (تصدير الثورة)، وأسست فروعا لما يسمى (حزب الله) حيثما كان هناك بهائم جاهزون للاختطاف عبر نظريتها الأسطورية، ثم أطلقت برنامجا لصنع قنبلة نووية كلفها بحسب تقديرات كثير من الخبراء حتى تسليمه وتدمير موجوداته نحو 300 مليار دولار!.. وانخفض سعر العملة الإيرانية نحو 600 مرة!.

وتخرب القطاع النفطي الذي يستخدم الآن تقنيات عام 1980 في الإنتاج، وإيران حتى اللحظة مستوردة للبنزين!.. والبنوك الدولية تتجنب التعامل معها على الرغم من رفع الحصار عنها!.. ودول العالم تضن بالتأشيرة على مواطنيها، ولها ملف علاقات شائك مع جميع الدول!.. وحتى عندما قررت التعاون مع المجتمع الدولي فإنها اختارت التعاون لأخذ دور يؤذي بلاد المسلمين، ويستفز مشاعرها، وعندما أعطوها العراق مقشرا، قامت ببعثرته وزرع دودة الطائفية فيه حتى أصبح بحكومة مغلولة لا يثق بها أحد، واحتلت داعش ثلث أراضيه، وانقسم إلى 160 حزبا كلها تسب بعضها البعض!

وعندما ثار الناس في سورية على حاكم فرد، عادت إيران 25 مليونا من السوريين، ووقفت مع النظام دونا عن بقية الدول، ثم ساندت المتطرفين الإرهابيين ضده كي تقنع العالم بأن بشار الأسد هو ممثل العهد الدولي لحقوق الإنسان، وأن كل الشعب السوري من القاعدة والوهابية التكفيرية!.

وها هي إيران غارقة لأذنيها بحروب نازفة لرجالها ومواردها في العراق وسورية واليمن، وفي كل بلد يغفل لحظة فيفتح كوة ولو يسيرة لفتنتها المذهبية!.. ها هي إيران تحاصر مدينة حلب بل وتدمر البلد بأسره، بحجة حماية قبر في دمشق كان موجودا منذ 1200 سنة ولم يمسه أحد!.. ها هي إيران تهرّب صواريخ باليستية إلى متخلفين عقليا في اليمن ليشوشوا على السعودية ويهددوها باحتلال الكعبة وقبر النبي عليه الصلاة والسلام!.

ها هي إيران تقلب حال لبنان من مصيف العرب، ومخزن أموال العرب، ومدلل العرب، إلى دولة منبوذة لا يريد التعاون معها أي أحد من العرب!

ها هي إيران إذا قالت القدس كره الناس اسم فلسطين!.. وإذا قالت غزة وحماس أيد الناس حصارها وعدم إرسال الرغيف إليها!.. ها هي إيران إذا قالت الحج أصاب الناس القلق على حجاجهم.. بل حتى إذا قالت لا إله إلا الله جزم كثيرون بأنها تدعو إلى شرب الخمر بالشوارع!

هذا هو حال إيران التي تستحق جائزة نوبل بالنجاح بجعل كل البشر يكرهونها، فتعال لنرى أحوال البهايم الذين تحمسوا لها ثم اتبعوها! عام 1991 وبُعيْد تحرير الكويت مباشرة دعا الرئيس الأميركي جورج بوش الأب الشعب العراقي ضمنا إلى التمرد لإسقاط نظام صدام حسين. كان الشعب العراقي حزينا غاضبا على مغامرة النظام باحتلال الكويت، ثم مضيّه قدما نحو الهزيمة المرة التي اشتملت على تدمير بلدهم بشكل شبه كامل.

وعلى الفور ظنت إيران أن الفرصة الذهبية جاءت لاحتلال العراق وهو أمر فعله الفرس مع هذا البلد عبر التاريخ مرات ثم كانوا ينهزمون خائبين، فقامت بإطلاق منظمات تتلقى الأوامر منها للدخول إلى العراق وقيادة التمرد على النظام، فانخدع كثير من العراقيين بهذا، فإذا بدبابات النظام الناجية من الحرب، ومروحياته تدك مدن التمرد بلا رحمة ليموت في المغامرة أكثر من 100 ألف إنسان بينما إيران تتفرج دون حراك!.. ثم انخدع هؤلاء مجددا بإيران فسهلوا لها عبر الاحتلال الأميركي لبلدهم أن تسيطر على حكومته، لتبدأ لا بنهبه ونقل مصانعه وموجوداته إليها، واستغلال حقوله النفطية واقتراض رصيده من العملات الصعبة فقط، ولكن لتفجر حسينياته ومساجده الشيعية في سبيل إشعال فتيل الحرب بين أبناء السنة والشيعة.

ياسر الحبيب أحد أكثر المتطرفين مذهبيا في الوقت الحاضر، وهو للعلم تلميذ لي قبل أن يهجر الصحافة إلى عالم الفقه بحسب فهمه الخاص، وله مقطع شديد الصراحة والوضوح على موقع يوتيوب، يشرح فيه كيف أن الذي يفجر الحسينيات في العراق هي الاستخبارات الإيرانية، وأن شخصا من العراق يعرفه هو شخصيا هالته هذه الحقيقة لما عرفها، فذهب إلى طهران لسؤالهم عن هذا: أأنتم الذين تقتلون الشيعة!؟.. فقيل له: هذه مصالح عليا فلا تسأل عنها!

وهنا المقطع.. كلام لا يقبل اي شك: https://www.youtube.com/watch?v=rEipyYCiUuI

وها هو العراق أمامك.. انظر وتأمل ما الذي حصل له بفضل ارتمائه بالحضن الإيراني المجوسي!.. هل نشرح وضع بقية البهايم؟ في اليمن وعدتهم إذا قاموا بانقلابهم بـ 5 مليارات دولار، وها هي اليوم تطالبهم بدفع 14 مليون دولار قيمة علاج لجرحاهم في مستشفياتها!

شجعت إيران الحثالة الحوثية على بث الفوضى في اليمن، وها هو اليمن اليوم على حافة المجاعة وإيران تتفرج مستنكفة حتى عن إرسال أكياس من الطحين!

هل نشرح وضع لبنان؟ ها هي بيوت أهل الجنوب تعلوها الرايات السود حدادا على قتلاهم بسورية، في مغامرة عداء مع جيرانهم وأهلهم التاريخيين.

وها هو لبنان يتحول إلى مزبلة حدودها السماء، وعلى شفير إفلاس ومجاعة وفوضى عارمة.

هل نشرح وضع سورية؟ حيث يموت قادة جيش إيران كالخراف؟

إن الهزيمة المرة والاستنزاف الضخم هي نتيجة التورط في إيران مهما طال الزمن.

إن هذا النظام كورم سرطاني لا علاج له إلا بالاستئصال، وكل من يواليه أو يمالؤه أو يأمن جانبه لا يمكن أن يكون شبيها بأي شيء غير البهائم.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.