هذه رسالة مفتوحة مباشرة إلى زعمائنا العرب في دول الخليج العربي، أضعها بتصرف المجتمع المدني العربي والباقي عليه.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:”الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ” البقرة 194.صدق الله العظيم وبعد فمع حفظ ألقاب التوجيب والاحترام والولاء، أوتوجه بهذه الرسالة لقادتنا في الخليج العربي وجزيرة العرب، خصوصا وأن الأمر بات واضحا الآن كشمس رابعة النهار من وجود عدوان مجوسي فارسي صفوي مبيت ضد الجميع بلادنا يستهدف أمننا ووجودنا واستقرارنا وغايته تدمير المنطقة عن بكرة أبيها عبر إشاعة الفوضى، ضمن استراتيجية معلنة لم تعد تخفي نواياها كهدف نهائي لهؤلاء الفجرة، وهو ما تؤكده الشواهد الملموسة دعائيا والممارسات السياسية والميدانية والاستخبارية، وعلى مختلف الأصعدة الأمر الذي يعني أن عدم التصدي لهؤلاء هو بالضبط انتظار وصولهم لكل بلادنا كي تنطلق حفلة القتل والدمار والقمامة القائمة فعلا حيث وصلوا إلى سورية والعراق واليمن ولبنان.
وعليه فإن المطلوب منكم كزعماء أراد الله لهم أن يكونوا في صدارة المشهد في وقت تاريخي حاسم، هي سلسلة خطوات للمواجهة ضد هذا الطاعون لوقفه ومحاصرته ثم القضاء عليه الأمر المتاح حاليا في ظل أوضاع القهر والمعاناة التي تعيشها الشعوب الإيرانية تحت نير هذا النظام المجرم.
إن مواجهة النظام الإيراني في سورية والعراق غير مجدية ما لم يتم تهديده في عقر داره، فهناك رأس الأفعى لا ذيلها، فضلا عن أن هؤلاء نجحوا خلال سنوات من العمل المنظم ببث الفتنة الشاملة والانشقاق الكلي والتدمير المنهجي لنسيج الشعبين السوري والعراقي ما يستدعي رد الضربة إلى بلدهم نفسه وهو ما تفعله كل من الثورتين العراقية والسورية.
إن المسلك الفارسي الصفوي المجوسي يعتمد على تحييد ثلاثة بلدان استراتيجية في هذا الصراع أولها منا وفينا وهي جمهورية مصر العربية وقد فشلوا بهذا ولله الحمد، لتبقى كل من باكستان وتركية بسبب معضلة استراتيجية تخص كلا منهما كدولة إقليمية كبرى، فباكستان تخشى العقدة البلوشية وتركية تخشى العقدة الكردية وهو ما يكبل موقفيهما عن مساندتنا جديا كعرب بالنظر لوجود (ثغرة دفرسوار) فيهما عبر لوبي إيراني عميل أو متواطئ يلجم حكومتيهما عن الاندفاع للتصدي لسياسات إيران كدولة طائفية معتدية، ما يلقي العبء علينا كعرب ويضعنا بصدارة المواجهة وحدنا ما يتوافق مع حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:”عدتم من حيث بدأتم، عدتم من حيث بدأتم، عدتم من حيث بدأتم” (صحيحا البخاري ومسلم) وهو شرف كبير يجب أن نعتز به ونفخر دون جزع.
إننا نعلم تعقيدات الشرعية الدولية وموجبات التعامل الدبلوماسي بين الدول والضغوط التي أنتجتها فقاعة داعش والقاعدة اللتان تدعمهما إيران لتشويه صورة بلادنا وعقيدتنا أمام المجتمع الدولي لتبرير السياسات الخاطئة المناهضة لتطلعات شعوب العراق واليمن وسورية، لكن هذا لا يبرر الجمود في المواجهة ضد العدوان الذي لن يتوقف وسيواصل الهجومعلى بلادنا الواحد بعد الآخر، على رغم ما شكلته عاصفة الحزم كما رأيتم من تعرية هؤلاء وفضحهم وكشف وهنهم وإفلاس حلمهم المريض.
هؤلاء يشنون هجومهم مباشرة أو عبر العملاء، أو عبر ما يسمى الثلث المعطل، أو عبر تهريب السلاح وتكوين الشبكات التخريبية، والمطلوب بل الواجب أمام وضع كهذا دعم كل الحركات الانفصالية والمتمردة على النظام في إيران، وهذا ليس بدعة مستجدة سننفرد بها كعرب ففرنسا تستضيف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وتفسح كل مجال ممكن لرئيسة شرعية منتخبة من الشعب الإيراني (السيدة مريم رجوي) ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة، حيث قادتها ضيوف دائمون في الكونغرس الأميركي بمجلسيه (نواب وشيوخ) وكذلك البوندستاغ الألماني ومجلس الدوما الروسي والبرلمان الأوروبي ومجلس العموم واللوردات البريطانيين.
بهذه الرسالة أرفع إلى مقاماتكم الكريمة مقترحا بتشكيل لجنة خليجية سرية استراتيجية لدراسة الخطوات الممكنة التي يمكنها إضعاف وتقويض النظام الإيراني، وهناك بالخليج من المخططين والباحثين من سيدهشوكم بالمزيد من الأفكار السهلة والمتاحة جنبا إلى جنب مع حرب قنوات تلفزيونية موجهة للداخل الإيراني لتوعية الشعب أولا بأن العرب ليسوا اعداءهم بل إفهامهم أن قلوبنا معهم وبلادنا جاهزة للتعاون المثمر مع بلدهم بعد زوال نظام البهايم، وأن نقدم لهم حقيقة ما تعيشه إيران من قمع وتخلف، وهذا في غاية الأهمية لأن نظام البهايم يحظر كليا حرية التواصل الاجتماعي الذي نرى أثره حاسما في توعية شعوب العالم في هذا العصر.
قادتنا وتاج رؤوسنا الكرام: لم أرغب بالتوسع يشرح الخطوات المتاحة لتدمير هذا النظام القذر، فهذا أمر لا ينبغي تداوله علانية، ولكني أقترح على حكوماتكم دعم إنشاء منظمة عربية شعبية للتضامن مع شعب إيران، تقيم علاقات ودية مع المعارضين الإيرانيين تماما كما تفعل حكومة خامنئي.
وهذا المقترح (منظمة شعبية عربية للتضامن مع الشعب الإيراني) أضعه بين أيدي من يتابع وينصر هذا الجهد المبارك..
أيها القادة الكرام: سدد الله على طريق الخير خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أضف تعليق