كتاب سبر

باختصار هذا ما سيفعله قرار مشاركتكم ولا غير..!

في المجلس المبطل الأول والذي حقق فيه الشعب أغلبية كاسحة وعندما أرادت أغلبية ذالك المجلس توزير 9 نواب ليحققوا أغلبية في مجلس الوزراء رفض رئيس مجلس الوزراء جابر المبارك هذا الأمر وعرض عليهم فقط 3 حقائب وزارية وإلا فلن تشكل الحكومة وسيتم اتخاذ قرار في هذا المجلس، ويومها رضخ النواب لتهديد جابر المبارك وتراجعوا.

وفي المجلس المبطل الأول قدم النواب العنجري والطاحوس والبراك استجواب للوزير الشمالي، وقدم كذلك النائب الوسمي استجواب لنفس الوزير، وتم تحديد موعد الاستجوابين ليكونا بنفس اليوم، وفي الجلسة قدم طلب من النائب المعتقل مسلم البراك (فك الله عوقه) لدمج الاستجوابين، إلا إن الحكومة رفضت وقررت الإنسحاب وتم رفع الجلسة لتعقد في اليوم التالي ويتم فيها سحب استجواب الوسمي ومناقشة استجواب النواب الثلاث فقط والذي على إثره قدم الوزير استقالته في نفس الجلسة بعد أن طلب كلمة تطاول فيها على المجلس وعلى النواب وسط رضا حكومي كامل له مع الصفيق!

وأيضا في المجلس المبطل الأول قدم قانون معاقبة المسيء والمتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين والصحابة رضوان اللهم عليهم، والذي أقر بعدد 44 صوت ورفض 6 نواب وانسحاب العضو آنذاك عبدالله الطريجي عند بدء التصويت (بعذر اعتقاده بانتهاء التصويت) – ما علينا – المهم تمت الموافقة على القانون، ولكن تم رده لاحقا رغم حصوله على أغلبية مطلقة، ولكن بذريعة الفتنة تم رفض قانون يعاقب كل متطاول على رسولنا الكريم وعلى زوجاته أمهات المؤمنين وعلى صحابته الأخيار!

هذه شواهد قليلة فقط للرد على من يقول إنه يريد من المشاركة تغيير الوضع السيء الذي وصلت له الدولة، وأنه يريد وقف التجاوزات ووقف إقرار القوانين التي تضر بالمواطن، وهو أصلا عندما كانت له أغلبية مطلقة في المجلس المبطل الأول لم يتمكن من تغيير أي شيء، بل وحتى استجواب لم يتمكن من دمجه ومناقشته لرفض الوزير ورئيسه ذلك!

للكل حق المشاركة في الإنتخابات القادمة ولن يمنعه أحد، ولكن أيضا للكل الحق بانتقاد المشاركين الذين هم أًصلا لم يتمكنوا من فعل أي شيء عندما كانوا أغلبية مطلقة، فكيف سيتمكنون من التغيير بعد أن عادوا للمشهد السياسي وللحياة البرلمانية مرغمين وصاغرين لممارسة العمل السياسي وبشروط من ضربهم يوما ما واعتقلهم، ولا يزال بعض زملائهم معتقلين بالسجون؟! هل ستضربون لنا مثلا بأحداث مجلس 2009؟

فقط نعيد تذكيركم إنكم وعندما عجزتم عن تحقيق أي شيء في ذلك المجلس لجأتم للشعب الذي سبقكم بالخروج للشارع واصطففتم معه، ولا تحتاجون للتذكير بساحة الصفاة التي أغلقت بعد تلك الأحداث وأقاموا فيها نصب تذكاري لمنع التجمعات بها.. ولا تحتاجون للتذكير أيضا بتجمع ساحة الإرادة في نوفمبر العام 2011 والذي أجبر الجميع على الرضوخ لمطالب الشعب، وليست أفعالكم داخل المجلس ولا مناكفتكم وفضحكم للفاسدين، لأنهم أصلا معلنين لا يخشون الفضيحة فهم معلنين عن فسادهم وجميع الشعب يعلم ذلك وهم يعلمون إن الشعب يعلم، وبل وهم يعلنون عن فسادهم في كل مقابلاتهم الإعلامية!

يا سادة وباختصار..

كل ما فعلتموه بإعلانكم المشاركة في انتخابات المجلس القادم هو أمر واحد لاغير، تسريع حسم أمر بعض القضايا المنظورة أمام القضاء وإدانة الغير مرغوب بمشاركتهم، وإضرار مجموعة من شباب الحراك بالتعميم بصدور الأحكام عليهم خصوصا في قضية اقتحام المجلس، وكذلك تفعيل الأحكام الصادرة بحق بعض من ينوون الترشح ومنعهم من خوض الانتخابات القادمة بذريعة عدم توافر شرط حسن السمعة والسلوك، وكثيرون هم، فمنهم من هو محكوم باقتحام المطافي، ومنهم من هو محكوم بتسريب شيكات، ومنهم من سيحاكم باقتحام المجلس ومنهم من هو محكوم بالتطاول على القضاء وإن كانت أغلب الأحكام مع وقف النفاذ، ولكن يومها ستجد السلطة مخرجا لمنعكم من الترشح بعدما جعلتكم تعلنون مشاركتكم، فتكون السلطة كسبت منكم جولتين:

الأولى: بإعلانكم المشاركة وبذلك ضمنت مشاركة شارعكم وأتباعكم، وشرعنت أفعالها!

الثانية: منعتكم من المشاركة وضمنت عدم إزعاجها في ما تنوي القيام به!

وكل مقلب تشربونه وأنتم بخير!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.