كتاب سبر

الإنجاز الوحيد للخمينية: مجانين يوالون إيران أكثر من بلادهم

تحتفل (جمهورية المناسبات الطقوسية المفبركة)، هذه الأيام بذكرى هلاك مؤسسها المسمّى (آية الله) الخميني، مبتدع نظرية (ولاية الفقيه) التي كانت إيران ومن حولها قبلها بألف خير، فحل معها كل ما نراه من خراب وفوضى.

كان الخميني قبل ذلك منفيا في العراق، لكنه كان أيضا مريضا نفسيا، فهكذا خلص تقرير عنه رفع لقيادة العراق في ذلك الزمن وفقا لما تسرب من أوراق المخابرات المتناثرة في الشوارع عند احتلاله من جانب أميركا قبل تسليمه كليا لاحتلال وهيمنة إيرانية مستمرة حتى الوقت الحاضر.

وحدد التقرير أن الخميني يعاني عقدة اضطهاد لشعوره بالوضاعة بجوار المرجع الأثقل منه (ذلك الوقت)، في مدينة النجف (آية الله) على أبو القاسم الخوئي.

ولهذا كان أول فعل للخميني الانتقام من الخوئي بالهجوم عليه وتحقيره بين أتباعه في العالم لرفضه (نظرية) ولاية الفقيه، وهو انتقام استمر حتى أتمت إيران قتل ابنه (عبدالمجيد) الذي ورث مرجعيته الدينية، واستعجلت ذلك حتى قبل إتمام عملية الاحتلال الأميركية للعراق وإكمال عملية استلامه وتسليمه، ضمن مخطط خلق الصراع الجديد في المنطقة (لوراثة) الصراع الصهيوني العربي.

ثم أفرغ الخميني أحقاده على البلد الذي توسط له ليذهب إلى فرنسا فاستضافته على أمل أن تفلح وفق مدرستها الديغولية في ذلك الزمن بانتزاع إيران من الأميركيين، فإذا بالخميني فخاً نصبته أميركا وإسرائيل للجميع!..

يوجد اليوم قرب طهران باتجاه قم ضريح للخميني صار (كعبة) عند المؤمنين بهرطقاته وما ورائياته التي لا يقرها قرآن ولا سنة ولم يعرفها مسلم من قبل، وفق دين جديد أوجده الرجل يمزج طقوسا هندوسية (براهمية) بمفاهيم زرادشتية، تتماهى مع أوهام عنصرية مجوسية منقرضة، وليس فيه من الإسلام إلا الاسم.

ووفقا لنظريته برز واقع نراه عيانا بيانا بكون إيران بلدا محتلا عرقيا عبر (الفرس)، الذين لا يشكلون عدديا إلا ثلث إيران، ولأن هذا وضع لا يمكن أن يستقر، كان الحل للخمينية هو أن الانشغال بحروب لا تنتهي وتتوقف، فرأيناها تطيل عمر الحرب مع العراق لثماني سنوات دون توقف، وهو ما لا يفعله اتحاد نفترضه لمجانين العالم منذ آدم.

وفور انتهاء الحرب بسبب الهزيمة والخيبة، تم الانتقال للصفحة التالية بحروب الفتنة والتخريب والدس والاستعراضات الإعلامية سواء حول قضية فلسطين، أو في شأن عقيدة خيالية لا يؤمن بها أحد، ثم جرى تعميم نموذج التدخل بالدول الأخرى، ونشر السموم الطائفية والعمل على تهديد استقرار دول الجوار، وحال عداء وحذر وكراهية.

ولقد بات اليوم أنه لا حل لكل ذلك ولن يضع حدا له إلا زوال هذا النظام وإهالة التراب عليه وحذفه وكافة مقولاته من التاريخ.

إن أكثر سمة لهذا النظام هي مناهضة الأمة العربية والمجاهرة بها، وهذا مقتله حتما لأنه لا يمكن لأحد في المنطقة أن يغلب العرب المكون الحافظ والرئيس لرسالة الإسلام.

وإذا كانت إيران تتحدث عن الخميني كـ (إمام) ففي القرآن الكريم كان اللفظ أقرب لأئمة الكفر وليس الإيمان، يقول تعالى: “وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ” التوبة 12.

نحن مع أحرار إيران نعتبر أن الخميني مات، لكن الأسوأ من هذا الرجل هم الذين خلّفهم كمؤمنين بأنه كان رجلا صالحا، ويقفزون على أن الخمينية خربت عدة بلاد عربية الأمر الذي ربما يلبي أحقادهم على العرب، لكن الحقيقة أيضا هي أن الخميني قتل من إيران مليوني إنسان.

أما التنبيه الذي نزجيه لكل القيادات والشعوب العربية والإسلامية فهو أن الخمينية صنعت مفهوما طارئا على التاريخ الإنساني وهو خلق مجانين موالين لها أكثر من موالاتهم لبلدانهم التي تعلفهم وتصرف الأموال عليهم، ففي الأمس سمعنا أحد أحد أهم قادة العراق الإيراني وهو هادي العامري قائد الميليشيات الإيرانية يقول متفاخرا بأنه “لم يجد مثل هذه التعبئة الجماهيرية إلا في حرب إيران المقدسة ضد العراق”!..

إن الذهول الذي يتولد عن تصريح هذا المجرم الطائفي لا ينفي الإقرار بالنجاح الوحيد الذي حققه الخميني بصناعة (قوادي سياسة) يحبون فارس أكثر من بلادهم، أما ما يتبقى من الخمينية فنراه كومة خراب، عبر أربعة ملايين معتنق للمسيحية انتقاما وقرفا من (ولاية الفقيه)، ومهاجرين وأدمغة هاربة يتجاوزون الملايين العشرة، ونسبة فقراء هائلة تسكن الصفيح، وقبل ذلك مقتلة عظيمة مستمرة منذ عام 1979، وخسائر اقتصادية بآلاف المليارات، وحروب عبثية استنزافية خاسرة حتما، مع جهد عبثي يتمثل بجعل البلد أكبر شركة مقاولات لبناء الحسينيات على امتداد العالم على حساب فقراء إيران وحرب استنزاف لموارد إيران تمتد حتى الآن لأربعة بلدان.

لقد جعل الخميني إيران بلدا كريها تزكم رائحة فساده العالم، وجعلها تحتكر المركز الأول على موقع يوتيوب في إضحاك البشرية بجهل وحمق مقولات أتباعها.

إن ذكرى موت الخميني فرصة للتذكير لكل عاقل بضرورة مواجهة هذا الطاعون الذي ستظل ذيول خرابه منتشرة في كل مكان حتى يتم دق رأسه.. في إيران.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.