مظاهرات حاشدة في كربلاء والنجف (كوفة عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب) وكل مدن جنوب العراق، يهتف المشاركون فيها ضد إيران وممثلها حاكم المنطقة الخضراء قاسم سليماني، ويمزقون صور الخميني وخامنئي. إنها لحظة من لحظات التنفس للشعب العراقي العربي، وسيعمل المجوس لا شك على خنقها وحرف مسارها وإعادة القائمين بها إلى سراديب الطائفية، وسينجحون، فالأغلب أنهم سينجحون، ثم يتكرر المشهد، ويحرفونه عن مساره، وهكذا مرات ومرات.. ولكن إلى متى؟
إن كل عراقي يعرف الآن أن إيران الخمينية سبب كل دمار في العراق، وأن عملاء (الولي الفقيه) بنوا قصورهم على ركام بلد تم تحطيمه بالكامل دون شفقة أو رحمة. ويعرف كل عراقي الآن أن استئصال عروبة العراق، استهدف إحياء امبراطورية المدائن وبعث الكسروية المجوسية. العراق إذن ينتفض ضد المجوس، ومدن الجنوب التي ظنوها أحذية طيّعة في أقدام مرجعيتهم المزعومة، هي من يتصدر انبعاث العراق ليعود عربيا حرا، وسيدا، ندا لبلاد فارس إن تبعته فأهلا، وإلا فما بيننا جنة ونار ورب كريم وقوم لئام. وإنه والله للجواب الصحيح من العراق، فمجنون من يسلّم بأن العراق بلد ميليشيات، وأجنّ منه الظّانّ بأن العراق سيتبع إيران.
العراقيون أول شعب عربي قضى حتى على الطائفية الاجتماعية، أزواج من السنة والشيعة أكثر مما بين السنة والسنة، والشيعة والشيعة.
في العراق النفوس كريمة أصيلة فيها النخوة والكرم والجيرة الحسنة. مشكلة العراق ليست في العراق وإنما في قلب طهران حيث أكبر متعهد في العالم لتصدير الفتنة والإرهاب والجحشنة والغباء, وأهل العراق يعلمون يقينا الآن أن من خرب بيوتهم وعفس حياتهم ومزق بلدهم، هو مرجع بهائم الأرض وأنجاسها الذي لا يريد لهم خيرا.
ويدرك العراقيون الآن أن ما يجري هو صفحة من كتاب الحرب الإيرانية العراقية، وأن هذه هزيمة واحتلال وتدمير لبلدهم. وإن هذه رسالتنا للعراق ولأهلنا في العراق.. بيضة العرب وتاج رؤوس بلدانهم.. السيد الحر المستقل المتبوع لا التابع.. الأعلى لا الأدنى، وأن الله أكبر على البغاة الجناة الحفاة من كل قيمة وشرف. وأنه هو الذي نعرفه عراق عمر وعلي وطلحة والزبير.. عراق الحسين والعباس وصلاح الدين.. عراق الخير والرحابة والمضايف.. عراق الذبائح والسلام والغرام.. عراق العشق والنسيم العليل والياسمين البغدادي والأحباب والبساتين.. عراق الكراعين والباجة والمسكوف.. عراق النخيل والقيمر والمن والسلوى.. وكل أهل العراق أهلنا، وإذا كان سنة الوسط والشمال دفعوا دفعا إلى الحواضن الإرهابية التي أفسح لها المجوس ووسعوا لهيمنتها، فإن أهل الجنوب وأغلبهم من الأشقاء الشيعة رأوا الذي تسوقهم إليه هذه المجوسية من القتل والتفجيرات والخراب وغياب التنمية والأمن والاستقرار.
وليس ذلك إلا قدر العراق كونه أول جدار صد ضد الجنون المجوسي في قومته الجديدة الخائبة، وكل شريف يعرف الآن أن المنطقة لم تعرف قرونا الإرهاب إلا على يد المتخلفين عقليا (آيات الله) عصابة الخميني ابتداء من عام 1979، يوم جاء المجرم من باريس فتلقفه مجانين أنتجتهم حوزات قم بثقافة لا تقيم صلة مع المعقول، ولا علاقة بينها وبين المنطق، فاختطفوا معه إيران وجردوها من كل قيم الشرف، ثم فورا دارت ماكنة الإرهاب بخطف الطائرات وإشعال فتيل الحروب والتخريب بكل مكان وبدأ مسلسل تفجير المساجد وقتل المدنيين والمؤمنين من كل صنف، وانطلقت برامج الإساءة والتحقير لدين الإسلام، عبر استفزاز للمشاعر لا يفعله إلا حمقى الخمينية وبانحطاط تعافه زرائب البقر.
ولما لم يجد هؤلاء البهايم من دول الإسلام من يقول لهم كفى صدقوا أن غباءهم حق، وأن وضاعتهم هدى وأن قلوبهم النجسة طهارة، وواصلوا الغيّ والضلال الذي نرى نتائجه بلدانا ممزقة ومدنا مسحوقة، وأولها مدن العراق التي تنتفض اليوم ضدهم.
لن تتوقف ماكنة الإرهاب حتى يخرس هؤلاء ويحشرون في جحور ظلامهم فتموت معهم عقيدة فاسدة صلاتُها السّب، ودعاؤها الشّتم، وتبتلها التحقيد والكراهية. وإن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه..ومؤكد أن رد فعل البحر الأبيض المتوسط سيكون أضخم وأكبر من فعل جزيرة مالطة.. والتشبيه لأولي الألباب.
هل سيفهم الأغبياء رسالة مدن العراق؟ البتة، فلا يمكن للكفر إلا أن يكون كفرا وضلالا حتى يتم سحقه ويستسلم.
أضف تعليق