كتاب سبر

خلفيات الحملة المجوسية الشرسة على السفير السعودي في بغداد

سأكتب المعلومة التالية مقرونة بالقسم.. أقسم بالله العظيم أن السرد التالي حول (الثلاثة اللواء والشيوخ من عشائر المنتفج).. حصل:

في فترة رئاسة أياد علاوي للحكومة في العراق اجتمعت عبر إعلامي كويتي صديق، مع لواء من جيش العراق الذي حله الأميركان لمصلحة إيران، وكان معه شيخان من شيوخ (عشائر المنتفج) جنوب العراق وكان مطلوبا أن نعينهم بإيجاد قناة تواصل مع الأشقاء بالمملكة العربية السعودية، لأن إيران بتقديرهم (الثلاثة) تزحف وتحتل العراق وتسيطر على كل شيء، وأنه لن يمضي وقت طويل – ما لم يتحرك الأشقاء – فسيفلت العراق من أيديكم ويصبح تابعا تماما لإيران.

وخلال الجلسات مع الثلاثة (اللواء والشيخين) واضحا أن إيران تؤسس ميليشيات إجرامية طائفية ستتسند عليها ضد المنطقة، وكان رأيي آنذاك والذي أعتقد به الآن أيضا، هو أن على الدول العربية الخليجية أن تكون عمقا استراتيجيا للأشقاء في العراق وألا تسمح للمجوسية أن تنفرد بهم، ويشمل هذا دعم أحزاب وشخصيات وتوجهات من جميع الأطياف والمكونات لنسيج هو أصلا وفي جوهره يعادي ويداحر المجوسية الفارسية.

لكن السعودية (في ذلك الوقت) تباطأت بالتحرك، وطبقا لما رأيت من نتائج الاتصالات والتوسلات فإن اللقاء بالثلاثة ودعوتهم إلى الرياض تأخر شهرا!.

وليس هذا وقت التفاصيل، لكن ينبغي أن نجرد الأمر من كثير من التفاصيل لننطلق من أن النظام في إيران يتخذ من الإسلام مجرد غطاء يخفي وراءه مكنونا بركانيا يعتمل في داخله ضدنا، وبذات منطق كسرى الذي مزق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وبثقافة تحتقر العرب وتتكبر عليهم، ولا تريد تصديق أنهم أشرف وأنبل وأعظم من الفرس.

إيران التي نواجهها اليوم تعيد ترميم المدائن بإشراف اليونيسكو، وترى أن الكعبة شريفة لكن النجف أشرف، وأن كربلاء أعظم من مكة والمدينة والقدس!

إيران لا تقدس (الأئمة)إيمانا بدين، أو يقينا بنبوة، وأنما تفعل ذلك لأن هؤلاء يصنعون لها دينا جديدا لا شيء فيه يشبه ما عند العرب الذين تريد إذلالهم وتشن الحرب عليهم عبثا وبلا طائل.

إيران الحالية تقدس فاطمة وعلي والحسن (الحسن قليلا) والحسين (الحسين كثيرا) ووو.. حتى الإمام الغائب رقم 12 من (الذرية) المزعومة لأن أكثر جيشه سيكون من الفرس بحسب ما يقول مستشار علي خامنئي علنا وصراحة.

هؤلاء هم الغطاء الإيماني للهيمنة على العرب، فعوضا عن كسرى لدينا الآن مرشد أعلى فقيه، وعوضا عن المناذرة وأسلاف النعمان بن المنذر لدينا نسخة من الدونية المطلقة عبر أطقم نوري المالكي!

وإلا ففي المكنون العميق بغض للغة العرب لدرجة أن شاهرهم الأكثر شعبية يسب الله والعياذ به، طالبا أن يُقذف به في جهنم شريطة ألا يسمع صوتا من العرب.. وفي المكنون العميق أيضا يقين بتحريف القرآن، ومساس وسب بكافة من كانوا أصحابا للنبي وحملة للرسالة بعده ودون أي استثناء.

المسألة حرب شاملة على العرب يقوم فيها من لا يريد أن يؤمن ويصدق أنه بجوار أمة العرب صفر على منعطفات سحيقة من شمال الشمال، وأن جواره للعرب لهم يضف لهم شيئا، على العكس مما فعله له العرب ابتداء من اسمه وحتى أساس دينه.

في تجليات المشهد بعيدا عن التفاصيل ايضا سنجد أنه كما كانت سورية هي حائط الصد ضد الصليبية المتوحشة على الإسلام والعرب، كان العراق دائما حائط الصد ضد المجوسية الساسانية المحطمة، وكما كانت مصر هي الرافد لبلاد الشام استكمالا لدحر أي عدوان عن (الأرض التي باركنا فيها للعالمين) كانت من جزيرة العرب دائما تمتد ذراع إعادة تعريب العراق.

هذه قوانين تاريخية ثابتة للأمة مفصلة بسور الروم والإسراء وأحاديث بصحاح لا يؤمن بها المجوس، لأن كل متفرعات هذه الأحاديث والنصوص تفيد بأسوأ العواقب عليهم كبلاد المنطلق والمنبع والرفد للدجال.

بالمحصلة كان هناك (انكماش) سعودي وخليجي تجاه الوضع في العراق، والسعودية كما غيرها لم تكن تتوقع أن الطاقم الحاكم بعد نظام صدام حسين سيكون خاضعا للإيرانيين إلى هذا الحد.

كما أن المجوسية بدورها لم ترحم العراق، فقد بدأت تفكك مصانعه وتنقلها إلى بلادها وجرى حفر الآبار على أوسع نطاق في

حقول نفط العراق وأشعلت حرب طائفية طاحنة فكان عملاء استخبارات إيران يفجرون حسينيات الشيعة ومساجد السنة ويؤججون الجانبين تسليحا وتمويلا، لدرجة أن شخصية شيعية ذهبت إلى طهران تستعلم باحتجاج المحب وعتاب من يمون فيا أيها الأخوة نحن شيعة مثلكم فلماذا تفجرون مساجدنا وحسينياتنا!؟ فقيل له بأن هذه (مصالح عليا)!.

نهبت إيران احتياطات العراق عبر قرض إلى حين الطلب بمئة مليار دولار وها هي تنكره الآن بعد أن أسكتت ترهيبا وترغيبا

من أسكتت.. وفتحت أسواق العراق لسلع المصانع الإيرانية الخربة، وحتى المورد من زيارة الكوفة حذفته إيران بكسر بوابات الحدود والدخول دون تأشيرة!

وهكذا تحطم العراق، فالتركيبة تنهب وتضاعف أرصدتها بالخارج، وتلهي الشعب بمحاكمة متلفزة لهشام بن عبدالملك لأنه قتل الإمام كذا فاستحق الإعدام!..

وبينما إيران وتدعم بهائم الميليشيات فإنها تستضيف قادة القاعدة، وتفسح لداعش أن تتوسع وتهدد دول الخليج وتدمر مدن السنة شرط ألا تقترب من الحد الإيراني.

ولكن مع عواصف الحزم التي أطلقها الملك سلمان بن عبدالعزيز انقلبت المعادلات، وانفضحت المخططات، وانكشف – وهذا هو المهم – خواء وعجز المشروع المجوسي عن ملء فراغ ظن الغرب أن بمقدور هؤلاء الجهلة أن يملأوه عبر إرهاب العرب وترويعهم، ثم دفعهم إلى الحضن مجردين من المال والقرار والشرف، لا يلوون على شيء غير طلب النجدة، وشراء السلاح.

انكشف لنا أن الغرب اختار ثمرا غير قابل للحصاد وهو يريد خلق صراع قومي (عربي فارسي) وديني (سني شيعي) لوراثة الصراع العربي الصهيوني، فأخفقت إيران عاجلا غير آجل وفي كل الساحات وقدمت الدليل وراء الدليل على أنها بلا أفق ولا مستقبل وأن العرب تنبهوا لها، وبدأوا ولو بخطوات بطيئة مواجهة وسحق مشروعها التخريبي الفتنوي في بلادهم.

وتقاطع هذا مع ثبات مجتمعات الخليج العربي، وانهيار نظام الأتباع في العراق وانسداد أفق المجوسية في سورية ولبنان واليمن.

نحن أمام مشهد جديد يصبح فيه مجرد وجود سفير للممكة العربية السعودية في بغداد أمرا موجعا لهؤلاء.. ومعهم حق فهم يرون العراق ملحقا تابعا، وطالما لا يوجد سفير للرياض في طهران فلماذا ببغداد!؟

وما الذي يفعله أو فعله السفير ثامر السبهان؟.. إنه يتواصل مع كافة الفعاليات العراقية سنية وشيعية ومن مختلف العشائر والمكونات.. مائدته عامرة للكل.. ويده ممدودة للكل، ويجتمع بالكل ويرحب بالكل.

أعلن السفير أنه سيزور النجف فثارت ثائرة بهائم إيران!.. لماذا؟.. أغريب أن يزور سعودي النجف!؟.. أليس لقبر علي زوار من القطيف والعوامية!؟.. أليس من معتمرين إيرانيين إلى مكة والبقيع!؟.. أما من زوار سعوديين إلى مشهد!؟

المجوس غريبون حقا!.. فالعراق بلد عربي وعضو في الجامعة العربية، وبهذه الصفة تجمعه مع السعودية معاهدة دفاع مشترك.. أويكون غريبا وجود سفير سعودي في العراق!؟

لقد فعلوا مع هذا السفير الشاب ما لا يخطر على البال من الأساليب الوضيعة، وتحريف التصريحات وفبركة الصور والأخبار، ونشأ ضد مناح تحشيدي مذهل لدرجة أن الصديق أياد علاوي فقد اتزانه ووجه انتقادات للسفير.. عجيب هذا..

وافترض أن الحملة على السفير نجحت.. ما الذي سيحدث!؟..

سيتم استبداله بسفير آخر يأتي ليفعل نفس ما فعل السفير السبهان فحملتم عليه وأرحتموه من.. قرفكم!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.