في مشهد يثير الاعجاب تجمع الوف الايرانيين المعارضين لنظام ولاية الفقيه في قاعة ضخمة في باريس يوم التاسع من يوليو الجاري انتصارا للمقاومة الإيرانية , ممثلة بمنظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية في يومها السنوي . وقد شارك في هذا التجمع مئات الالاف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرين في مختلف دول أوروبا . ويمثّل المشاركون أوسع معارضة شعبية ايرانية للديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. إضافة إلى مئات الشخصيات القانونية والحقوقية والدبلوماسية والاعلامية من دول العالم .
وقد صدحت حناجر الايرانيين المعارضين بهتافات مدوية : ” الحرية والديمقراطية في ايران مع رجوي ” .. “يسقط نظام الملالي” . وقد وافق المتحدثون رغبة الجماهير المحتشدة بضرورة اسقاط نظام الملالي لانه يمثل الشر والفتنة والاضطراب , وتحدّ لجميع شعوب وبلدان منطقة الشرق الأوسط و جميع الدول العربية والإسلامية .
السيده مريم رجوي آثارت حماسة الحشود الإيرانية باناقتها وهيبتها القيادية , فتكلمت بثقة حول عدد من القضايا في مقدمتها السلوك الشاذ لنظام الملالي وخاصة في فترة حكم روحاني بعد ثلاث سنوات من رئاستة وثبوت زيف ادعاءاته للإصلاح وتحسين الظروف السياسية والاقتصادية في إيران، كما أن تدخل نظام ولاية الفقيه في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين , هو تدخل من اجل السيطرة ونشر مذهب ولاية الفقيه في هذه البلاد . تنفيذا لشعارات خميني بتمدد الثورة في هذه البلدان , والحقيقة هي استعادة الامبراطورية السابقة .
ان هذا التجمع والكلمات التي القيت فيه تؤكد مدى التضامن مع منظمة مجاهدي خلق , ورفض لمشروع الملالي التوسعي , بل الدعوة لعزل الملالي على صعيد منظمة المؤتمر الاسلامي , وهذا المطلب منوط بالدول الإسلامية ان كانت وفية لمبادئ الاسلام ومستعدة للدفاع عنه ازاء التشويه الذي يمارسة دعاة الولي الفقيه في العراق ولبنان واليمن وسوريه لروح الاسلام السمح اسلام السلام والامان . كما ان المتحدثين ميزوا بين النظام الحاكم في ايران وبين الشعوب الايرانية بكل قومياتها ومذاهبها , اذ تعاني من التمييز المذهبي والقومي , ولاسيما في الاحواز وكردستان ايران .
كما تحدث المدعوون من شتى انحاء العالم عن خروقات نظام الملالي لحقوق الانسان , ولاسيما الاعدامات التي فاقت في عهد روحاني كل العهود السابقة , رغم ادعائه انه اصلاحي ويقف على الطرف الاخر من المتطرفين في النظام . كما دعوا دول العالم الى احترام ارادة الشعوب الايرانية في نيل الحرية وتحقيق الديمقراطية التي تقود البلاد الى النمو والنهضة واستثمار الاموال الايرانية لصالح ابناء ايران وليس صرفها على الارهاب وقتل السوريين والعراقيين واليمنييين .
ان طروحات السيدة مريم رجوي للحل الثالث لمشكلة إيران وجدت ترحيبا من المتحدثين العرب والاجانب وخاصة تأكيدها بأن حل مشاكل الشرق الأوسط رهن بحل مشكلة إيران , وذلك من خلال تغيير ديمقراطي يقوم به أبناء ايران وممثليهم المقاومة الإيرانية التي ناضلت منذ خمسين عاماً ضد نظامين دكتاتوريين من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية . وقد دفعت ثمناً باهظاً في هذا المجال من خلال تقديم مائة وعشرين ألفاً من أعضائها وأنصارها في سبيل تحقيق هذه الطموحات. المقاومة التي تعد البديل الوحيد والطرف الذي يحسب نظام ولاية الفقيه له ألف حساب ويعتبر الخط الأحمر غير قابل لتجاوزه .
لقد أكد الجميع ان تدخل الملالي في بلدان المنطقة وتسببهم بتلك الجرائم والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان هو الذي منح داعش الفرصة للانتشار والتمدد وارتكاب تلك الفضائع بحق الابرياء , فكلا الطرفين الملالي والدواعش ارتكبوا من الجرائم ما يدفع المجتمع الدولي لتقديم المجرمين من كلا الطرفين الى محكمة الجنايات الدولية ليحاكموا كما حصل مع مجرمي الصرب قي يوغسلافيا السابقة . وللاسف فان الدول الكبرى وقفت مع الجلادين المجرمين ضد الضحايا في العراق وسوريه واليمن .
وكما هي المقاومة الايرانية صامدة ضد قمع الملالي فان المقاومة السورية والعراقية واليمنية صامدة ايضا , ومن المطلوب الوقوف الى جانبها من قبل الدول العربية . واذا كانت الدول المنددة بارهاب الملالي فعليها ان تنتصر للحركات المناهضة لنظام الملالي في ايران نفسها , فمن الواجب دعم منظمة مجاهدي خلق ودعم الحركات التحررية في الاحواز والحركات الكردية المطالبة بحقوقها التي كفلتها شرعة حقوق الانسان وحق تقرير المصير.
أضف تعليق