عربي وعالمي

تقرير
بعد 37 عامًا.. هل تسقط “باريس” العمامة السوداء التي ألبستها «طهران»؟!

بعد 37 عامًا من هبوط طائرة الخطوط الجوية الفرنسية في مطار طهران في 31 يناير (كانون الثاني) 1979م قادمة من باريس وعلى متنها الخميني، هل تشهد العاصمة نفسها بداية النهاية لنظام العمائم السوداء الذي ألبسته واشنطن وباريس طهران؟!

نجاح المعارضة الإيرانية بقيادة زعيمة منظمة «مجاهدين خلق» مريم رجوي في حشد أكثر من 100 ألف مشارك خلال مؤتمر المعارضة الإيرانية السنوي في باريس خلال اليومين الماضيين، وردة الفعل الرسمية الإيرانية والارتباك الشديد الذي طال مختلف أجنحة حكم الملالي تعطي مؤشرًا على أن النظام الإيراني بدأ يدرك سخط الشعب الإيراني ونفاد صبره على مغامراته غير المحسوبة في المنطقة والعالم.

ويرى الدكتور فهد الشليمي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام أن اجتماع باريس قد يمثل بداية هزات حكم الملالي، وعدم استفرادهم بالسلطة منذ الآن، وقال: «باريس كانت ملجأ للمظلومين والثوار والأحرار، والمعارضة الإيرانية بحاجة للتوحد، فهناك (مجاهدين خلق) وهم (القاجاريون)، وهناك الأحوازيون وهم العرب، والأذريون، والبلوش، والأكراد».

ولفت في حديثه إلى أن هناك استياء من نظام الملالي في إيران يجب أن يستثمر عبر توحد المعارضة الإيرانية، وأن يكون خطابها وأهدافها واحدة، وبناء لشكل الدولة الإيرانية المستقبلية التي تحتوي كل الأقليات.

وفي الوقت الذي يتقلب فيه رجال الدين في الثراء الفاحش الناتج عن الفساد والتجارة غير المشروعة، تؤكد الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 28 مليون إيراني معظمهم من الشباب، من أصل 75 مليون إيراني، يعيشون تحت خط الفقر. ويؤكد الشليمي أن ما يحدث اليوم هو جرس إنذار لنظام الملالي في إيران، وأضاف: «يجب أن تكون هناك ثورة من الداخل شرارتها ستتضح خلال الأشهر الستة المقبلة، هناك مؤشرات من خلال استياء الناس الذي بدا جليًا في نتائج الانتخابات، والمظاهرات في الأحواز وفي أصفهان، والاشتباكات في بلوشستان».

وأوضح رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام أن نظام الملالي مقيد الناس بالفتاوى الدينية المزيفة، وأردف: «المؤسسة الدينية الفاسدة في إيران مستفيدة جدًا، لذلك تحتاج المعارضة أن تكون موحدة وكتلة واحدة».

وتؤكد زعيمة المعارضة مريم رجوي أن إسقاط نظام ولاية الفقيه بات ممكنًا، وفي متناول اليد، مبينة أن أزمات نظام الملالي تفاقمت بعد تورط نظام ولاية الفقيه في مستنقع الحرب السورية.

وكان الخميني قد استعان بالولايات المتحدة الأميركية من منفاه الذي كان يعيش فيه في العاصمة الفرنسية باريس لإسقاط حكومة رئيس الوزراء الإيراني شاهبور بختيار، ودفع الجيش إلى الاستسلام. وكشفت وثائق أميركية نشرتها «الشرق الأوسط» أخيرًا، أن واشنطن أبدت مرونة تجاه الدستور ومشروع نظام الحكم (ولاية الفقيه) الذي كان يخطط له الخميني خلال مفاوضات مباشرة جرت بين الطرفين قبل أيام من عودة الخميني إلى طهران.

فهل يعيد التاريخ نفسه، وتكفر كل من واشنطن وباريس عن ذنبهما في دعم وصنع نظام عنصري طائفي خلق الأزمات والطائفية في المنطقة والعالم، ونشر الميليشيات المسلحة والقتل والإرهاب، ودعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها «القاعدة» ، كما كشفت وثائق رسمية..؟!

وتنص المادة 12 من الدستور على مبدأ تصدير الثورة. حيث تنص على أن «المذهب الجعفري الاثني عشري يبقى إلى الأبد المذهب الرسمي الغير قابل للتغير».

وبحسب رجوي، فإن «الألم المشترك لجميع دول المنطقة هو تصدير التطرف وتأسيس عشرات المجموعات الميليشاوية العراقية وحزب الشيطان وعناصر أفغانية وباكستانية ويمنية تشكل وقودًا حربيًا فرضه النظام الإيراني على الدول العربية».