تحولت قضية مياه الأحواز إلى قنبلة موقوتة في وجه النظام في طهران؛ إذ يرفض الحرس الثوري ودوائر في الحكومة وقف مشاريع نقلها إلى العمق الإيراني، وسط تحذيرات من خطورة المشروع على النظام الإيراني، وإمكانية تأجيجه غضب الأحوازيين.
وجاءت التحذيرات، يوم أمس، من ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في الأحواز محمد علي جزائري، الذي قال في خطبة الجمعة إن أهل الأحواز «لن يسمحوا بنقل قطرة واحدة من مياه أراضيهم»، وهو ما يشي بسخط شعبي كبير؛ بسبب إصرار سلطات على نقل مياه الأنهار.
وتصر دوائر في السلطة الإيرانية على تنفيذ مشاريع تحويل مجرى الأنهار من مناطق في غرب جبال «زاغروس» إلى «فلات فارس» المركزية.
أمام ذلك، وصف يعقوب حر التستري، مسؤول المكتب الإعلامي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، تصريحات ممثل خامنئي بأنها «لا تتمتع بأي مصداقية»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنها «ترمي إلى امتصاص الغضب الشعبي الكبير في الأحواز نتيجة سياسات دولة الاحتلال الممنهجة لتحريف مياه الأنهار الأحوازية، ونهب ثرواتنا لصالح المناطق الفارسية».
وينفذ الحرس الثوري منذ سنوات بالتعاون مع جهات حكومية مشروع «الجنة الزهراء» و«غلاب (ماء الورد) 2»، لحفر قنوات عملاقة تمر من تحت جبال زاغروس التي تفصل الأحواز لتحول مجرى نهري كارون والكرخة، حيث يتم بموجب المراحل الأولى من المشروع سحب نحو 250 مليون متر مكعب من مياه نهر كارون تصب في أراضي أصفهان. ورغم ما يدعيه الرئيس الإيراني حسن روحاني من اختلاف مع نهج الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، فإن المشروعات تسارعت وتيرة تنفيذها.
ويؤكد التستري أن «ممثل خامنئي هو المسؤول الأول عن تطبيق سياسات النظام والاحتلال في الأحواز، ولا يمكن أن تتناقض قراراته مع مشاريع الحرس الثوري وباقي مؤسسات الاحتلال التي يشرف عليها خامنئي بشكل مباشر».
أضف تعليق