قبل سنتين شاهدت بداية لمسلسل مصري اسمه “ابن حلال” .. وشدني التنويه بداية الحلقة «الأحداث الواردة في هذا المسلسل من وحي خيال المؤلف، وأي تشابه بينها وبين الواقع فهو من قبيل الصدفة»…والمسلسلات العربية عموما إذا وجدت هذا التنويه في كل عمل فأعلم أنه ليس خيال وأنما مقصود والقصة مطابقة لحدث على أرض الواقع.
شاب مصري “ابن حلال” يحب الخير للجميع ويدخل نفسه في مشاكل لمساعدة الاخرين حتى وقع في “ورطة” قلبت حياته رأسا على عقب ومعه حياة المقربين منه… فقد اتهم بقتل فتاة ظلما لحماية ابن مسؤول متنفذ يتحكم في مؤسسات الدولة، منها الداخلية وتزوير تقارير الحوادث في المستشفيات من خلال كبار الأطباء، والتدخل في علاقات الناس الاجتماعية ، ولو كان بيده لتحكم في الهواء الذي يتنفسه من هم أقل منه شأنًا !!… كان المسلسل كله يرتكز على النظرة الدونية للشعب لمن هم أقل سيادة ، وتلحقها نظرة في أقصى درجات الدونية لأغلبية الشعب “الغلبان” الذي يخشى من التأوه حتى لا يعاقب بتهمة الإزعاج !! فالغلبان هنا يُهان من المسؤول المتنفذ ، ويُهان أشد إهانة في البنايات التي تستقبله عند دخوله للشكوى، لوحة مكتوب عليها “الشرطة في خدمة الشعب” بينما الحقيقة التي يجسدها الشارع المصري هي ” الشرطة في خاصرة ورقبة الشعب” !.… وأحداث كثيرة ترتبت على ظلم “ابن الحلال” هذا ، حتى وصل به الحال مقتولا على يد قوات الداخلية وهو الذي كان هاربا من حكم الإعدام… وللأسف هذا العمل مقتبس من قصة حقيقية هزت الشارع المصري وذهب ضحيتها “ابن حلال” مصري غلبان وسط فاجعة أهله.
وتعقيبا على مسلسل “ابن حلال” قال لي أحد الأصدقاء متخوفا: أرجو أن لا نصل لهذه المرحلة هنا في الكويت ، فأنا سمعت عن القطط السمان، وعن المسؤول المتنفذ ، وعن المتنفذ خلف الكواليس الذي يضرب بأيدي أشخاص آخرين ، وكل هؤلاء تارة معك وتارة اخرى يتصارعون بينهم !!…
فقلت له: إن كان هذا معنى “ابن الحلال” وهذه مآلاته ، فنتمنى أن لا نسمع يوما عن “ابن حلال” في الكويت.
أضف تعليق