أكّد رئيس هيئة الأركان التركي، خلوصي أكار، اليوم الأحد، أنّ منفذي محاولة الانقلاب الفاشلة في 15يوليو/تموز الجاري، الذين وصفهم بـ”السفلة والحثالة”، “سيمثلون أمام القضاء، وسينالون أقسى أنواع العقاب؛ لما ألحقوه من ضرر بالمواطنين الأتراك عامة، وبالجيش التركي على وجه الخصوص”.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها أكار خلال زيارة أجراها لوزارة الداخلية التركية برفقة نائبه، يشار غولر، وقائد القوات البرية، صالح زكي جولاق، وقائد القوات البحرية، بولنت بوستان أوغلو، وقائد القوات الجوية، عابدين أونال، ووكيل قائد قوات الدرك، إبراهيم يشار.
وأوضح أكار أنّ القوات المسلحة التركية ستظل دائما إلى جانب الشعب التركي، مشيراً أنّ مؤسسته بالتعاون مع باقي أركان الدولة، بذلت قصارى جهدها للحفاظ على وحدة وسلامة وأمن البلاد.
وفي هذا الصدد قال أكار: “في الفترة الأخيرة، قامت قواتنا المسلحة وأجهزة الشرطة والدرك والسلطات القضائية بعمل كبير فيما يخص مكافحة الإرهاب في المناطق الجنوبية والشرقية، وشاهدنا كيف أنّ العسكر والشرطة رسموا ملامح الأخوة من خلال تكاتفهما، إلّا أنّ هؤلاء الحثالة والخونة (في إشارة إلى منفذي محاولة الانقلاب) ألحقوا ضرراً كبيراً بالمواطنين الاتراك عامة وبالقوات المسلحة على وجه الخصوص، لكن على شعبنا أن يكون مطمئناً؛ لأننا سنواصل أداء المهام الملقاة على عاتقنا فيما يتعلق بأمن البلاد على أكمل وجه”.
من جانبه، قال وزير الداخلية، أفكان آلا، للصحفيين، إنّ مجموعة صغيرة استطاعت التغلغل في جسم القوات المسلحة، واعتدت على المواطنين، مؤكدا أنّ أجهزة الشرطة والجيش سيواصلان العمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
وأفاد آلا بأنّ مثل “هذه المجموعات الإرهابية لن تستطيع استلام زمام المبادرة في البلاد، ولن تتمكّن من تحديد وجهة هذا الشعب”، لافتاً إلى أنّ الشعب التركي يتعطّش للوحدة والتعاضد.
وعقب اجتماعهما المغلق في مبنى الداخلية، انتقل وزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان والوفد العسكري المرافق إلى مقر مديرية أمن أنقرة الذي تعرض لقصف من قِبل منفذي محاولة الانقلاب الفاشلة، ووضعوا أكاليلاً من الزهور على الأماكن التي تلقّت القصف مساء 15 يوليو.
وألقى أكار التحية على عناصر الشرطة الموجودين في مقر المديرية، وأشار إلى الأخوة والتكاتف القائم بين القوات المسلحة وأجهزة الشرطة، خاصة فيما يخص مكافحة الإرهاب في المناطق الجنوبية والشرقية للبلاد.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.
أضف تعليق