اعتبر الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، اليوم الإثنين، أن بلاده “تمر بواحده من أخطر المراحل في تاريخها”؛ وذلك بعد أكثر من عام على تصاعد القتال مع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والمتهمين بـ”الانقلاب” على السلطة.
وخلال كلمته أمام القمة العربية على مستوى القادة في دورتها الـ27 بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، حذر هادي من “تفتت اليمن وانزلاقه إلى المشروع الإيراني بسبب الانقلابيين” (في اشارة للحوثيين وقوات صالح)، لافتا إلى أن الحكومة “تسعى لتغليب مصلحة الشعب اليمني لكن مليشيات الحوثي وصالح لا تزال تراوغ”.
وأضاف: “مددنا وما زلنا نمد يدنا للسلام رغم ما فعله الانقلابيون، ونتواجد في الكويت لتقرير المصلحة الوطنية على الخراب والدمار، ولا نجد إلا المماطلة والتهرب من تنفيذ أي التزامات أولية كإجراءات بناء الثقة”.
ومضى قائلا: “مواقفنا في مباحثات دولة الكويت ثابتة على أن الحل لن يتحقق إلا بالتزام الانقلابيين بالمبادرة الخليجية، وانسحاب المليشيات الانقلابية دون قيد وشرط من المدن التي سيطرت عليها، وإخلاء المؤسسات (الحكومية)، وإنهاء ما ترتب على الانقلاب”.
وحول الدور الإيراني في الأزمة ببلاده، قال هادي: “كنا حذرنا مرارا من استمرار الانقلابيين في محاولة اختطاف الدولة وهويتها ونسيجها المجتمعي وجره بعيدا، والارتماء في أحضان المشروع الإيراني الذي لا يستهدف اليمن وحده بل المنطقة كاملة”.
واتهم هادي ما أسماه بـ”المشروع الإيراني الصفوي” بأنه “يسعى لتمزيق هوية اليمن، ويستهدف الوطن العربي بأكمله”.
وقال: “الحوثيون وصالح بدعم من إيران واصلوا الانقلاب على الشرعية والشعب”، وبعد أشهر من التفاوض في الكويت يواصلون المماطلة.
كما تطرق الرئيس اليمني في كلمته للأوضاع في المنطقة بصفة عامة، قائلا: “لازال الدم العربي يسيل في اليمن والعراق وليبيا وسوريا”، مؤكدًا على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمات في هذه الدول.
وطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل بـ”نزاهة” مسؤولية “إنهاء ما يجري من خراب ودمار في اليمن قبل فوات الأوان ليس حفاظا علي مستقبل البلاد، ولكن حفاظا على استقرار المنطقة والعالم بأسره؛ فالإرهاب الأسود يهدد أوطاننا جميعا، واليمن يكتوي بنيرانه يوميا”.
ورأى الرئيس اليمني أن “إنشاء قوة عربية مشتركة بات ضرورة ملحة لحماية الأمن القومي”، لافتا إلى أن “التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية يشكل بارقة أمل لحماية الأمن المشترك”.
ويشهد اليمن معارك متصاعدة منذ 26 مارس/آذار 2016، بين القوات الحكومية والتحالف العربي مع الحوثيين وقوات صالح أسفرت عن مقتل أكثر من ٦ آلاف شخص، ونزوح 2.8 مليون آخرين، حسب إحصاءات أممية.
ومنذ 21 أبريل/نيسان الماضي، تستضيف الكويت مشاورات سلام بين الأطراف اليمنية، لكن هذه المشاروات، التي ترعاها الأمم المتحدة، لم تتوصل إلى اتفاق سلام حتى الآن.
أضف تعليق